الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من صديق أخي غير العربي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (37) عاماً، وأعمل، وقدر الله أن أتأخر في الزواج ولكن أخي المقيم في إحدى الدول الغربية عرض أمري على أحد أصدقائه من المسلمين غير العرب، وقد وافق ذلك الرجل بإصرار لإعجابه بأسرة أخي، حيث تزوجت بناته من جنسية ذلك الرجل.

قد حضر الرجل بالفعل بعد أداء فريضة الحج في العام الماضي إلى بلادنا، وقابل إخوتي وهو يتكلم الإنجليزية والتركية، وبعد تداول الأمر بين إخوتي وأنني لا خيار أمامي حيث إنه رجل صالح إن شاء الله، وقد عقد قراني عليه وسافر إلى البلد الغربي ليبدأ في إجراءات سفري إليه، رغم حزن والدتي لأنه غير عربي، ولأنني سوف أسافر بعيداً عنها.

هو على اتصال مستمر بي، ولكن تراودني أفكار مشتتة حول مصيري معه، وكيف سأتقبل الوضع الجديد؟ وكيف أبتعد عن موطني؟ وكيف سأتعامل معه؟ وهل سيفي بشروط الزواج؟ أرجو إفادتي وتوجيهي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تمام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرجو الله أن يتم لك قصدك في طاعته ويحقق أمانيك، اللهم آمين .

بخصوص استشاراتك الخاصة بزواجك من رجل غير عربي، فأقول أولاً: مبروك على إتمام القران المبارك، ونسأل الله أن يبارك لكما وعليكما، ويجمع بينكما على خير.

أختي الكريمة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع ضوابط اختيار الزوج فقال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلاَّ تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض) ومن الحديث فإن التركيز في الاختيار لا يكون إلا على أساس الدين والخلق؛ لأن صاحب الدين والخلق هو الذي يؤمَن عليه من الاعتداء والظلم؛ لأنه يخاف الله ويتقيه ويراقبه قبل أن يخاف من الخلق، ولذا لا يظلم ولا يضرب ولا يعتدي، بل يفعل دائماً ما يرضي الله تعالى.

أما باعتبار أن هذا الزوج الكريم غير عربي، فاعلمي أختي أنه يوجد من العرب من هم أسوأ من العجم، وأنا قد أعجبت بهذا الزوج الذي أدى فريضة الحج وجاء، ثم إنه لم يقترن بالأسرة إلا لما عرفه فيها من خير، فتقدمي أختي وتوكلي على الله، وافتحي لزوجك هذا قلبك وحبك، وعامليه بكل الصدق والود، وإن شاء الله ستسعدين في حياتك، وعليك الالتزام بدينك في زيك وسلوكك وتعاملك وعبادتك؛ فإنه لم يأتِ إليك لمال ولا جاه ولا سلطان، ولكن أتى به الدين، فيجب أن يجده فيك، وأياً كانت البلد التي ستذهبين إليها فيجب ألا تتخلي عن دينك عبادةً وأخلاقاً وسلوكاً.

أما حاجز اللغة فسينكسر، فسرعان ما تتعلمين منه الإنجليزية، وهو سيتعلم منك العربية، فما هي إلا أيام قلائل فلا تقلقي لذلك.

أما الهواجس التي طرحتيها من ابتعادك عن أهلك ... الخ؛ فإن العالم اليوم صار قريةً صغيرة واحدة، ويمكن أن تعيشي مع أهلك عبر الإنترنت والاتصالات ثم زيارتهم، واعلمي أن مصيرك أن تعيشي منفردة عنهم لتكوِّني أسرة بإذن الله.

تقدمي على إكمال زواجك واستعيني بالله، وأكثري من الدعاء وحسن الصلة بالله، والله يوفقك في حياتك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً