الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التوتر والقلق والخجل من الناس، كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دكتور أنا منذ 3 سنوات تقريبا أحسست بأعراض غريبة، توتر وقلق، إضافة للخجل في بعض المواقف، ومن بعض الأشخاص بدون سبب، أيضا بدأت أعاني من اكتئاب بسيط، وعدم رغبة في الاختلاط بالناس، علما بأنني في المواقف ذاتها، ومع الأشخاص ذاتهم كنت طبيعيا جدا من قبل.

راجعت طبيبًا نفسيًا ووصف لي زولفت 100 ملغ، استخدمته لمدة 3 شهور ولم أحس بفرق كبير، بالإضافة أنه سبب لي تأخيرًا بسيطًا في القذف، بعدها غيرت من تلقاء نفسي إلى سيبرالكس 20 ملغ واستخدمته مدة 3 شهور أيضا ولم أحس بتحسن، ثم بدلت إلى زيروكسات سي آر 25 ملغ منذ شهرين، وأحس بتحسن بسيط أفضل من الزولفت والسيبرالكس، ولكنه سبب لي ضعفًا شديدًا في الرغبة الجنسية، حيث لم يعد لدي أي رغبة، هل أبدله بدواء آخر؟ أنا لا أريد أن أستمر عليه بسبب آثاره الجانبية، وأفكر أن أستبدله بدواء فافرين أو أفيكسار، بأي دواء تنصحني دكتور، وما هي كيفية الطريقة في الاستبدال؟

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقبل أن أنصحك بأي دواء آخر أو طريقة استبداله أنصحك بالعلاج النفسي، وبالذات العلاج السلوكي المعرفي، سمات الخجل -أخي الكريم- وعدم الاختلاط مع أشخاص بعينهم هذه لا تُعالج بالأدوية، تعالج بالعلاج النفسي، وبالذات العلاج السلوكي المعرفي.

فإذًا تحتاج إلى عمل جلسات نفسية مع معالِج نفسي متمكِّن، والجلسات قد تكون عشرة أو خمسة عشرة أو حتى عشرين جلسة، عليك بالصبر، ومقابلة المعالِج النفسي بانتظام، واتباع وتنفيذ ما يطلبه منك، حتى تستطيع أن تُغيِّر هذه الأشياء التي عندك -أخي الكريم- وفي حالتك: الحبوب ما هي إلَّا مساعدة.

نعم استجبتَ لبعض الحبوب في بعض الأوقات، ولكن الاستجابة لم تكن كاملة، لأنك تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي أخي الكريم.

استعملتَ اللسترال والسبرالكس والباروكستين، وكل تلك الأدوية لم يأت منها بفائدة مُعيَّنة.

الفافرين -أخي الكريم- هو نعم من مجموعة الأدوية التي تسمى (SSRIS)، ولكنه أفضل في علاج الوسواس القهري، ثانيًا: آثاره الجانبية كبيرة، وبالذات فيما يتعلَّق بآلام البطن والغثيان، ولذلك قد يكون من الأفضل أن تتناول دواءً من فصيلة أخرى، مثل (فلافاكسين) مثلاً، وهذا الدواء يأتي في شكل حبوب، في فئة (سبعة وثلاثين ونصف مليجرام)، أو (خمسة وسبعين مليجرامًا)، ابدأ في تناوله بجرعة سبعة وثلاثين ونصف مليجرام، واستبدل نصف جرعة الزيروكسات، مثلاً تأخذ نصف جرعة الزيروكسات وتستبدل بدلها سبعة وثلاثين مليجرامًا من الفلافاكسين لمدة أسبوعين، ثم بعد أسبوعين توقف عن الزيروكسات وارفع جرعة الفلافاكسين إلى خمسة وسبعين مليجرامًا، وتستمر في تناوله مع العلاج السلوكي، -وإن شاء الله- يأتي بالفائدة المطلوبة.

وللفائدة راجع علاج الخجل سلوكيا : (267019 - 1193 - 280445 - 278063).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً