الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القولون والمعدة بسبب شدة الخوف والتفكير والتوتر.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر هذا الموقع وجميع القائمين عليه، وأرجو من الله ثم منكم المشورة الصالحة.

أنا شاب بعمر 28 سنة، متزوج منذ سبع سنوات، وأب لطفلين، أعاني من القولون العصبي، مشكلتي أني أتوتر كثيرا عندما يمرض أطفالي، ويهيج القولون، وأصاب بضعف في جميع جسمي، وأعطي الأمور أكبر من حجمها، وكنت متأقلما مع هذا الوضع سابقا.

ذهبت لطبيب نفسي قبل 5 أشهر، ووصف لي حبوب باروكسات 20 نصف حبة لمدة أربعة أيام، ثم حبة لمدة ثلاثة أشهر، لكني توقفت عن الدواء بعد 5 أيام؛ لأنها سببت لي التهاب المعدة وتهيج القولون وتنميل الرأس وأفكارا سلبية.

تعرضت لأمور مزعجة، منها مرض أطفالي والذي هيج القولون والمعدة، والآن تحسنت، وأصبت بالأرق، وعدم القدرة على النوم، والخوف من عدم النوم، ولكن -ولله الحمد- اليوم استطعت النوم براحة بعد أسبوع من المعاناة.

ذهبت لطبيب باطنية، فوصف لي حبوب سبراليكس 10 للتوتر، وحبوب بانتزول 40 للمعدة، وحبوب دوسبتالين 200 للقولون.

أصبحت شخصا مكتئبا بعد مراجعة الطبيب النفسي، وبعد أن عرفت أن المشكلة نفسية، وبسبب خوفي من العلاج، وما قرأت وسمعت عن حالتي.

أرجو منكم المشورة بخصوص هذا الدواء، علما أني خائف من استخدامه، فهل يوجد طرق علاج دون اللجوء للعلاج النفسي؟ وذلك لما حصل معي من الدواء السابق، وبسبب القولون والمعدة، وكذلك تخوفي من بعض أقوال الصيادلة بخصوص هذا العلاج، وأنه سوف يضر على المدى البعيد، أو بعد تركه، علما أن تحليلي لنفسي أن عندي مشكلة من المسؤولية، فهل هذا التحليل صحيح؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: -إن شاء الله- الموضوع أبسط مما تتصور، أنت رجل حساس وطيب القلب، بل في قلبك رحمة شديدة،هذا جعلك تكون سريع التأثر، وتهيج هذه الأعراض وظهورها خاصة عند مرض ابنك هذه رحمة في القلوب، والذي يحدث لك هو نوع من التماهي أو التطابق أو التواؤم مع ابنيك أو ابنك، فالشخص الذي لديه استعداد للقلق والتوتر والخوف والوسوسة يمكن أن تستثار لديه هذه الظواهر النفسية لأسباب واهية جداً في بعض الأحيان، السبب قد يكون مباشراً وغير مباشر كما هو الآن في مثل حالتك.

الرابط النفسي يعتمد على وجود استثارة، والاستثارة قطعاً هي مرض الأطفال -حفظهم الله، وجعلهم قرة عين لكما- فيا أخي الكريم: ما بك بسيط وليس بمرض، إنما هي ظاهرة، ومثل هذه الظواهر تختفي تلقائياً مع مرور الأيام.

الذي أنصحك به هو أن لا تكتم مشاعرك، عبر عنها، وكل شيء لا يرضيك تحدث عنه؛ لأن التفريغ النفسي يؤدي إلى إزالة الاحتقانات النفسية، سلبية كانت أم إيجابية، وزوال الاحتقان النفسي يقلل من الخوف والتوتر، أنت محتاج أن تمارس رياضة باستمرار خاصة رياضة المشي أو الجري، فالرياضة تقوي النفوس قبل الأجسام، تزيل عنك هذه المخاوف والقلق والتوتر والأعراض النفسوجسدية التي تتمثل فيما يسمى بالقولون العصبي أو العصابي، هذا قطعاً الرياضة سوف تحسم لك أمره تماماً.

كن إيجابي التفكير، وكن حسن التوقعات هذا مهم جداً، والتفاؤل يساعدك كثيراً في التخلص من مثل هذه الأعراض، أن تبني علاقات اجتماعية جيدة وممتازة، وأن تكون شخصاً نافعاً لنفسك ولغيرك، وتستجيب للنداءات الاجتماعية أيا كانت، وتقوم بواجبك في هذا السياق، هذا أيضاً يطور من شخصيتك ويجعلها تكون أكثر تماسكاً وتقل عرضتك للقلق والتوتر.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أراه أيضاً جانب علاجي جيد، وعقار سبرالكس من أفضل الأدوية، ومن أحسنها، عقار بانتيزول، وكذلك الدوسبتالين مفيد قطعاً لإزالة الجانب الجسدي من علتك، لكن الجانب النفسي يتحسن من خلال تناول السبرالكس، فلا تتردد في تناوله، هو من أفضل الأدوية وأسلمها، يفضل أن تبدأ بجرعة 5 مليجرامات أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرامات، تناولها بعد الأكل لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها 10 مليجرامات يومياً لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى 20 مليجراما يومياً لمدة شهرين، وهذه الجرعة العلاجية.

بعد ذلك انتقل إلى الجرعة الوقائية: وهي أن تجعل السبرالكس 10 مليجرامات يومياً لمدة شهرين، ثم بعد ذلك جرعة التوقف التدرجي بأن تجعل جرعة الدواء 5 مليجرامات يومياً لمدة شهر، ثم 5 مليجرامات يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

السبرالكس دواء سليم جداً وفعال كما ذكرت لك، له بعض الآثار الجانبية البسيطة، فربما يزيد شهيتك نحو الطعام قليلاً، وربما أيضاً يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي عند الجماع، لكن لا يؤثر أبداً على هرمونات الذكورة أو الصحة الإنجابية.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأؤكد لك أخي الكريم أنك لست بمريض، هذه مجرد ظاهرة وسوف تختفي تماماً إذا اتبعت ما ذكرته لك من إرشاد.

أشكرك مرة أخرى على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً