الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي نوبات من الخوف الشديد لا أعلم سببها، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

أشكركم على هذا الموقع الرائع، أنا مشكلتي أن لدي نوبات من الخوف الشديد، لا أعلم من ماذا؟ فتارة يكون من الموت وتارة يكون من الأمراض وتارة يكون من الناس والواقع!

أحيانا هناك وسواس لدي، يقول: إنك لست بالواقع، وهذه الأحاسيس تزول عند الصلاة، وقراءة جزء من القرآن، ولكنه فترة قصيرة ويعود مرة أخرى.

فقدت اللذة في الحياة بسبب هذا الخوف والتفكير المستمر الغير مبرر، فهل هذا خطير؟ وهل قد يؤدي إلى الجنون؟ وما تأثير هذه الحالات على الصحة الجسدية والعقلية بشكل عام؟ وهل هناك حالات تعالجت منها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Kamal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي تعاني منه هو أمرٌ شائع، ويُعرف بقلق المخاوف، وحالتك حقيقة ليست خطيرة، لأن نوع مخاوفك هو من النوع البسيط وغير المركَّب، حتى وإن تعدَّدتْ أنواع المخاوف لكنها ليست بالحدة والشدة والإطباق الذي يجعلنا منزعجين، وبحمد لله تعالى هذه الأحاسيس معظمها تختفي عند الصلاة وقراءة القرآن، وهذا أمرٌ عظيم نحن غافلون عنه وغير منتبهين.

إذاً كل ما ينقلك لمرحلة تكون فيها طمأنينة هذا سيقضي على مخاوفك، وعلى ضوء ذلك أريدك أن تكون مسترخيًا، أن تفكّر إيجابيًا في نفسك، وأن تتواصل اجتماعيًا، وألَّا تترك مجالاً للفراغ؛ لأن الفراغ الزمني والفراغ الذهني وحتى الفراغ المعرفي وفراغ القلب من القرآن والذكر دائمًا يجعل الإنسان في حالة من عدم الطمأنينة والقلق والتوجُّس وربما الوسوسة والخوف.

أيها الفاضل الكريم: تواصل اجتماعيًا، التواصل الاجتماعي المثمر مع زملائك وأصدقائك، مارس معهم رياضة كرة القدم، انخرط في جمعيات ثقافية، مركز لتحفيظ وتلاوة القرآن مثلاً، ... هذا كله يجعل شخصيتك تُبنى بناءً نفسيًّا صحيحًا، يبعثُ فيك الطمأنينة.

أنت لا تعاني من حالة خطيرة، حالة بسيطة جدًّا، وهذه الحالة التي تعاني منها وما تحمله من سمات وأعراض لا علاقة له بالجنون لا من قريبٍ ولا من بعيد. عليك بالدعاء، وأسأل الله تعالى أن يحفظك.

سيكون من الجميل جدًّا إذا ذهبت لطبيب نفسي ليصف لك أحد مضادات المخاوف، سوف تساعدك كثيرًا، وإن لم تستطع الذهاب إلى الطبيب فهنالك دواء يُعرف علميًا باسم (سيرترالين) يمكن أن يكتبه لك طبيب الأسرة، أو يمكن أن تتحصّل عليه من الصيدلية دون وصفة.

السيرترالين دواء فعّال وممتاز لعلاج هذا النوع من المخاوف. طبعًا التطبيقات السلوكية التي حدَّثتُك عنها هي الأهم، لكن الدواء يُعتبر مُكمِّلاً، ويُسهِّلُ عليك الكثير ممَّا تعاني منه، ممَّا يجعلك تنخرط وتنصهر في برامج اجتماعية سلوكية نفسية إيجابية من أجل تطوير ذاتك.

جرعة السيرترالين التي تحتاجها هي جرعة صغيرة، تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تتناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها حبة واحدة كاملة، وتتناولها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعل الجرعة نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

مدة العلاج قصيرة، والدواء غير إدماني، وسليم، وفاعل جدًّا، والجرعة التي وصفناها لك في أقصاها هي حبة واحدة في اليوم، علمًا بأن الجرعة الكليّة يمكن أن تصل حتى أربع حبات في اليوم؛ لكنك لست في حاجة إلى هذه الجرعة الكبيرة.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121).

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً