الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي تغيرت معاملته معي بعد الزواج، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم.

متزوجة منذ شهرين من رجل عمره 45 سنة، كان يعيش لوحده بسبب وفاة والديه، وهو ومن غير جنسيتي، ولا يعمل، ولكنه يبحث عن عمل، ولكن مشكلتي في زوجي فقد تغيير في تعامله معي منذ أن تزوجنا، ففي فترة الخطوبة كان يحب الخروج من المنزل ويهتم بي ويعطيني المال، وبعد الزواج صار إنسان بخيل، روتيني ممل، وبخيل في مشاعره معي إلا عند احتياجه لي، وبخيل معي رغم أن لديه مرتب تقاعدي، فمعظمه يسدد به ديونه، ولكن يبقى معه مبلغ بسيط ولكنه لا يدلعني ولا يقول لي كلاما طيبا، فهو يريدني أن أجلس في البيت ولا أخرج منه، فحياته روتينية جدا، يحب نفسه، ولا يراعي مشاعري حتى بالمرض، ولا يحب الخرج معي، وخلال هذين الشهرين اختلفنا كثيرا فكل ما أطلب منه المال يقول لي: ليس لدي مالا.

في هذا الشهر بدأ يعطيني قليلا من المال كمصروف لي، وحدث هذا بعد المشكلة التي حصلت بيننا فهو لا يعطني غيره؛ لأنه معتمد على مهري رغم أن المتبقي منه مبلغ صغير، المشكلة أنني غير متعودة على كل هذا، فعندما أطلب منه أي شيء يقول لي: لا، خصوصا الخروج أو السفر، مع العلم أنني وقفت معه في الزواج، وساعدته في تأثيث بيتنا وأولوياته من الأكل، فهو يتصور أننا طالما نأكل ولا ينقصنا شيء فهذا ما نحتاجه ويجب علينا شكر الله على هذه الحياة، مع العلم أنني كنت أعمل وراتبي ممتاز ولكنني أريد النصيحة، فكيف أتصرف مع زوجي؟ فقد مللت من تصرفاته ولكنني لا أريد الطلاق، وخائفة من إنجاب الأطفال حتى لا أظلمهم وأظلم نفسي.

أنا سأعود للعمل ولكنني أريده أن يتعلم المسؤولية؛ لأنني لو عملت حتى المصروف سيوقفه عني، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ل. ح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يختار لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بخصوص ما تفضلت فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: قالوا قديما: ليس الحكيم من يختار أفضل الحسنين بل الحكيم من يختار أهون الشرين هذه القاعدة ينبغي أن تكون في حياتك كافة، وقد لاحظنا أن فطرتك قادتك إلى هذه النظرية حين قلت في آخر رسالتك: لا أريد الطلاق، وبالطبع نحن مع هذه القول جملة وتفصيلا لعدة اعتبارات يجب أن تكون واضحة منها:
1- يستحيل وجود رجل بلا أخطاء، لكن هناك أخطاء لا يمكن الصبر عليها وأخرى يمكن التعايش معها، والحمد الله مشكلتك من النوع الأخير.
2- لا بد من رؤية أفقية عند اتخاذ القرار لكافة الخيارات، والحق أن حالتك ليس فيها خيارات كثيرة، هذا فضلا عن تقدم السن، والذي يصعب إن لم نقل يستحيل بدء حياة زوجية جديدة.
ثانيا: يبدو أن البخل سواء الحسي أو المادي والمعنوي أو العاطفي ليس أصيلا في زوجك بدليل أنه كان أيام الخطبة على ما تحبين، وهذا يدفعنا ويدفعك معنا إلى الإجابة على هذه التساؤل: لماذا تغير الزوج؟ ما هي الأسباب ؟ وهل يمكن إزالتها أو التقليل منها.

ثالثا: بالطبع الحياة ليست طعاما وشرابا فقط، كما أنها أيضا ليست خروجا وفسحا، وعليه فلابد من مناقشة طلباتك هل هي في إطار المتاح والمقبول أم لا، بالطبع مناقشة هذا الأمر ينبغي أن يكون مع الزوج أو طرف محايد حكيم من أهلك.

رابعا: مسألة الإنجاب لا ينبغي أن يوقفها تصرفات الزوج السلبية، بل يجب أن يحفزك إصلاحه على الإنجاب، كثير من الأزواج تتغير سلوكياتهم حين يصبحون آباء وعليه فنحن نحثك على الاجتهاد في الإنجاب.

خامسا: لا يجب أن يكون خافيا عنك أن الزوج سنه كبير نسبيا، وكذلك أنت، وعليه فما هو متاح اليوم قد لا يكون متاحا غدا.

سادسا: الأشهر الأولى بل العام الأول هو من أصعب الأعوام على الحياة الزوجية، لأن كلا الزوجين لم يتعرف على شريكه بالقدر الكافي، وبالطبع سيعرف عنه بعض السلبيات التي كانت خافية، ولكن بعد فترة يبدأ الزوجان في تفهم الحياة الزوجية والاقتراب والتغافل مما يجعلها سهلة ومريحة.

سابعا: نحن مع فكرة ممارسة العمل بالضوابط الشرعية، ولعل هذا يخفف من الحدة في التعامل، أما تحمل المسؤولية فهذا يحتاج لبعض الوقت كما يحتاج لزراعة بذرتي الحياة:
1- البذرة الأولى: الحوار.
2- البذرة الثانية: الثقة.
متى ما توافرتا في الحياة الزوجية فهم كل طرف ما له وما عليه.

نوصيك -أختنا- بالاقتراب أكثر من الزوج، مع محاورته وتضخيم الإيجابيات فيه، وهذا بدوره سينعكس إيجابيا على حياتكم، كما نوصيك بالاقتراب أكثر من الله وكثرة الدعاء لله -عز وجل- فبيده سبحانه مقاليد كل شيء.

نسأل الله أن يحفظكم وأن يرعاكم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً