الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقوي إيماني وأطرد وساوس الشيطان عني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا طالبة جامعية، التزمت وأحاول المحافظة على الصلاة في وقتها، وذكر الله تعالى، وحفظ القرآن، وتحسين خلقي، ولكن أصبت بمرض أرهقني ولا يريد الزوال، أدعو الله صبحا وعشيا، وأعتقد أن دعائي لا يستجاب لكثرة ذنوبي، أصبحت أشك في شفائي، وأن الله سيغفر لي ذنوبي، فكيف أقوى إيماني؟ وكيف أتقبل القدر وأصرف وسوسة الشيطان عني؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفصة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي وفقك الله، أن هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار للعبد، ولا يسلم من الابتلاء والاختبار احد، فأحيانا يكون الاختبار بالخير وأحيانا يكون بالشر، قال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَنَبلوكُم بِالشَّرِّ وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينا تُرجَعونَ﴾. [الأنبياء: 35].

وما أصابك من مرض هو نوع من الابتلاء لك، والواجب عليك الصبر والتحمل والرضى بقضاء الله وقدره، والأخذ بأسباب الشفاء منه بالذهاب إلى الطبيب المختص، وتشخيص المرض إن كان عضويا، أو بالرقية الشرعية والذكر والتسبيح إن كان نفسيا.

وثقي أن الله جواد كريم، وأنه غفور رحيم، فلا تيأسي ولا تقنطي من رحمة الله وفضله وكرمه مهما كانت ذنوبك؛ فأقبلي على الله بالتوبة والرجوع إليه والاستغفار، وفعل الطاعات والأعمال الصالحة؛ فبها يتقوى إيمانك، وينشرح صدرك، ويذهب عنك وسواس الشيطان بإذن الله.

وننصحك بالتعرف على رفقة صالحة من الأخوات، أو الالتحاق بمركز إسلامي قريب منك، والمشاركة في برامجه، والابتعاد عن الانزواء والانطواء، فإن الشيطان يتسلط على النفس المنطوية البعيدة عن الذكر والطاعة.

وعليك بالاستمرار بالدعاء وعدم الاستعجال فيه وعدم اليأس من استجابة الله لك مهما تأخر الجواب، فالدعاء له فضل عظيم في تفريج الهموم وشفاء الأمراض إذا صدر من قلب مخلص متعلق بالله، واثق فيه غير شاك في قدرة الله وفضله عليه.

كما عليك الابتعاد عن كل موانع استجابة الدعاء من: أكل الحرام نأو الدعاء من قلب غافل لاه، والاستعجال أو الشك في استجابة الله لك.

واعلمي أن الإيمان ينمو في القلب شيئا فشيئا بالطاعات والعبادات، فأكثري منها مع حسن ظن بالله وصدق إقبال عليه، وإن شاء الله يذهب ما بك قريبا.

وللفائدة راجعي هذه الاستشارات المرتبطة: (278495 - 2110600 - 2111726 - 244768237831).

وفقك الله لما يحب ويرضى، وشفاك من كل داء يؤذيك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً