الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي في المرحلة التمهيدية كثير الحركة والعناد، كيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم

ولدي عمره خمس سنوات، هذه أول سنة تمهيدية له، مشكلته عنيد ولا يسمع كلام أحد، يفعل الذي برأسه، في كل أسبوع تأتيني شكاوى عليه من معلمته، إما أنه يضرب أصحابه، أو يخرب أغراض المعلمة ولوحات الفصل.

ليس منضبطا معهم، ولا يجلس وقت الأركان معهم، بل يذهب لركن هو يريده، ويتنقل بين الأركان كما يريد، أهم شيء عنده وقت اللعب، لا تعنيه الأوقات الثانية مثل الدروس والأركان، تعبت معه، أكلمه ويقول أنا آسف، ينضبط يوما والباقي لا.

معلمته ممتازة وتتحمله، لكننا أكملنا الشهر ولم ينضبط حتى الآن، هو ولدي الأول وليس عنده إخوان وأخوات، أتمنى أن تساعدني كيف أغير سلوكه، تعبت معه كيف أجعله يسمع كلام من هم أكبر منه، وهو متعلق بالتلفزيون، فكيف أخفف من وقت مشاهدته له؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة وأختنا الفاضلة- في موقعكن ونشكر لك الاهتمام والسؤالن ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح ولدك، وبصلاح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

ليس هناك داع للانزعاج فالطفل في مرحلة العناد، وبعد حول سوف تتغير الأحوال إذا أحسنتم التعامل معه، وتعرفتم على خصائص المراحل العمرية، وأسال الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

كنت أتمنى أن تذكروا شيئا عن فهمه واستيعابه؛ لأن ذلك يعطي مؤشرات، فإذا كان الطفل سريع الفهم، كثير الحركة، فهذا دليل على خلل في طريقة تعاملنا معه؛ لأن الطفل الموهوب يحفظ ما عليه في دقائق معدودة، فإذا لم نشغله بشيء إضافي، فإنه سوف يشغلنا ويزعجنا.

وقد أسعدتني الإشارة إلى أنه يهدأ بعد النصح، ثم يبدأ في الإزعاج والحركة؛ لأن في هذا دليل على إمكانية التحسن إذا وجد من يفهم طريقته، والطفل بحاجة إلى التكرار والتذكير، وهذه بعض النصائح المهمة:

1- عليك بكثرة الدعاء له، وتجنبي الدعاء عليه.

2- اتفقوا على خطة واحدة في التعامل معه في البيت، وبين البيت والروضة.

3 تجنبي إعلان عجزكم، كأن تقولي نحن لا نقدر عليه، وهو أتعبنا.

4- تجنبوا إظهار الانزعاج لأن ذلك يرسخ السلوكيات السالبة.

5- ركزوا على لحظات الهدوء والإيجابيات، وسوف تكثر الإيجابيات، أما إذا ركزتم على السلبيات فسوف تزيد.

6- اهتموا به عندما يفعل أشياء صحيحة، وتغافلوا عنه إذا أخطأ.

7- اتركوا له مساحات للحركة داخل المنزل، وفي الحدائق حتى يفرغ ما عنده من شحنات.

8- حددوا أوقات قليلة لمشاهدة التلفاز، وراقبوا الأشياء التى يشاهدها، واعلموا أن مشاهدة العنف تزيد من العنف.

9- خصصوا له وقتا وكلموه وحاوروه، واعلموا أن بعض ما يحصل طبيعي.

10- تجنبوا مكافأته على عناده وذلك بتلبية طلباته في الأمور التى عاند فيها.

11 تجنبوا الخلاف بينكما في وجوده، وابتعدوا عن عناد بعضكما.

12- لا تعطوه تعليمات كثيرة، واجعلوا المطلوب واضح وبعبارات هادئة ومختصرة.

13- تجنبوا الطلبات السلبية، لا تفعل، ولا تعطوه شيئا يحتمل الإجابة بلا أو نعم، فلا تقولوا هل تريد أن تدرس؛ لأنه سوف يقول: لا، ولكن قولوا الدراسة مهمة، وفلان سوف يوقف اللعب ليكمل دراسته لأنه ممتاز.

14- حاولوا تبرير التعليمات، فلا تقولوا لا تخرج فقط، ولكن قولوا لا تخرج لأن البرد شديد، لا تلمس الجمرة لأنها محرقة.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بالاستمرار في التواصل، ونشكرك لك جهدك واهتمامك وكذلك معلمته التي نشكرها على تجاوبها وتواصلها معكم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً