الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرزق مكتوب، ولكن لا بد من العمل بالأسباب

السؤال

هل الرزق غير مكتوب؟ أريد إجابة بالتفصيل بوركتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد سليم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الرزق مكتوب أيها الحبيب، وقد دلت على ذلك نصوص كثيرة ومن أشهرها ما رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود المشهور، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: (أن أحدكم يجمع في بطن أمه 40 يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا بأربع كلمات، فيكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أو سعيد).

وفي هذا الحديث تصريح بأن الرزق مكتوب، وقد دلت آيات كثيرة من كتاب الله تعالى على أن الله تعالى قدر مقادير الخلائق وكتبها، كما قال سبحانه: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (الحديد57).

ولكن هذا لا يعني ترك الأسباب، فإن الله تعالى قدر المقادير وجعل لها أسباباً، والمسلم مأمور بأن يأخذ بهذه الأسباب، ودل على هذا نصوص كثيرة أيضاً من الكتاب والسنة، فالمسلم يجمع بين الأمرين، بين الأخذ بالسبب وتفويض الأمور إلى الله سبحانه وتعالى والإيمان بقضائه وقدره، وبهذا تحصل له منافع الدنيا والآخرة، فلا يحزن ولا يقلق إذا ضيق عليه في الرزق بعد أن أخذ بالأسباب؛ لأنه يعلم أن هذا أمر قد كتبه الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: (جف القلم بما أنت لاق يا أبا هريرة).

كما أنه إذا بسط له الرزق لا يفرح ولا يغتر؛ لأنه يعلم أن هذا أمر كتبه الله سبحانه وتعالى، وليس بذكائه هو ولا بفطنته، فهذه فائدة الإيمان بالقدر، الإيمان بالقدر جنة الله العاجلة التي يدخل فيها من يشاء من عباده، ولكن كما قلنا من الإيمان بالقدر الأخذ بالأسباب المشروعة المباحة، أما الاسباب المحرمة فلا يجوز الأخذ بها.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل ما هو خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً