الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معجبة بشاب لكني أخشى السكن مع أهله، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 23 سنة، تعرفت على شاب خلوق وطيب، يعيش في قرية تبعد 80 كيلو، ويسكن في بيت مستقل في نفس العمارة التي تسكنه عائلته، وأنا أعيش في المدينة، وتختلف عادات وتقاليد عائلتي عن عائلته، لكني مرتاحة له، وأشعر أنه مصدر سعادتي.

أخاف إن تزوجته أعيش في جحيم مع أهله، علماً أن عمله أحيانا يتطلب أن يبيت هناك، وسأبقى وحدي معهم، طلبت منه أن نعيش في المدينة، لكن الأوضاع المادية ستكون تعيسة.

صليت الاستخارة كثيرا، تقريباً لي 4 أشهر أصلي، لا أستطيع تركه، وأخاف أن أتقدم خطوة إلى الأمام، ولذلك أشعر باختناق ووسواس قهري، ولا أريد علاقة تغضب الله، أريد الستر، لكن لا أعرف ماذا أفعل؟ أرجوكم أعطوني حلولا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمية حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن ييسر أمرك، والجواب على ما ذكرت:

- اتخاذ القرار في الزواج يحتاج إلى شيء من التأني والتعقل وبعيدا عن العواطف، فإذا كان هذا الشاب صاحب دين وخلق، فلا شك أن الموافقة على الزواج به هو الأولى، لكن ليس هذا كافيا لاتخاذ قرار الزواج.

- وأما مسألة أنه يسكن في قرية وأنت من أهل المدينة: فيمكنك التغلب على ذلك بأن تقبلي السكن معه في القرية، وترضين بشظف العيش معه إلى أن يفرج الله لكما.

- وأما قولك إني أخاف أن أعيش في جحيم: أظن أن هذا تصور خاطئ، ولعل الوسواس هو السبب الذي جعلك تتصورين هذا الأمر، ولكن مع هذا ما زلت في بداية الأمر، والشاب يظهر أنه لم يتقدم لك إلى الآن، وإذا كنت لا تطيقين العيش في قرية، أو المبيت وحدك، أو لا ترغبين بالزواج من هذا الشاب بسبب قلة ذات اليد، وفي حال تقدم لخطبتك رسميا فيمكنك أن تعتذري منه ولا تقبلي الزواج به.

- ولعلك بعد أن صليت الاستخارة، ووجدت التردد والخوف ما زال قائما في نفسك، فلعل هذا الشاب لن يكون من نصيبك، وأن الله لم يشأ أن يكون زوجا لك، وهذا التردد علامة على أن الزواج به لن يتم، ويمكن أن تقطعي التفكير به، وسيأتي آخر أفضل منه -بإذن الله تعالى-

- قولك لا أريد علاقة تغضب الله، هذا أمر واجب على كل فتاة، ونحيي فيك هذا، ولهذا ننصحك بعدم التواصل مع هذا الشاب ولا تلتقي به، ولا تناقشي أمر الزواج والسكن معه؛ لأنه ما زال رجل أجنبي عنك، وهو لم يتقدم بعد لخطبتك من أهلك.

- وأما حرصك على الستر والعفاف فهذا أيضا أمر واجب شرعا على كل فتاة أن تحرص عليه، ولهذا أنصحك بأن تكثري من الدعاء والتضرع إلى الله بأن يرزقك العفاف، وأن تكوني من نصيب رجل صالح، وأكثري أيضا من الاستغفار وقول لا حول ولا قوة إلا بالله، وأبشري بخير.

- وأخيرا مسألة الوسواس القهري يمكنك مراجعة طبيب نفسي مختص، ويمكنك أن تقرئي على نفسك الرقية الشرعية من قراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات، صباحا ومساء، وأيضا اجتهدي في قطع التفكير فيما يدعوك إليه الوسواس، ولا تستجيبي لما يأتي في نفسك بسببه، وأكثري من الدعاء بأن يعافيك الله منه.

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً