الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي غير مبال بشيء ومتهور ولا يفكر قبل اتخاذ أي قرار

السؤال

السلام عليكم

أتمنى مساعدتي لأني تعبت جداً، أنا بعمر 21 سنة، متزوجة، ولدي طفلة، مشكلتي هي أني غير مقتنعة بزوجي، وأشعر أنه ليس الرجل المناسب لي.

لا أستطيع تحمل هذا الشعور، زوجي بعمر 23 سنة، إنسان طيب القلب كريم حنون، يحبني وأحبه كثيراً، ولكني لا أستطيع الاعتماد عليه بشيء، فإنه إنسان غير مبال بشيء، ومتهور، ولا يفكر قبل اتخاذ أي قرار.

أشعر بعدم الراحة معه، وأنه رجل غير كامل، لا يعرف أمور الحياة، أي (غشيم بعض الشيء)، ما هو الحل؟ وكيف أقتنع به؟ أشعر أنه لا يوجد رجل مثله، وأن كل الرجال يفهمون أمور الحياة إلا هو، أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sali حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك في موقعنا، ونسأل الله أن يؤلف بينك وبين زوجك.

بما أن زوجك -حفظه الله- بهذه الأوصاف من حيث أنه طيب القلب، وكريم ويحبك كثيراً، فهذا الزوج نعمة منحك الله إياها، وعليك شكر هذه النعمة بالحفاظ على وده وحسن عشرته، ولك بذلك أجر عظيم.

جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لها: أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: كَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟ قَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ، قَالَ: "فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ)، رواه أحمد، ومعنى كلامها أنها لا تقصر في حقه، فأعلمها النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك سببا لدخول الجنة.

ما ذكرت عن بعض العيوب التي وجدت في زوجك، مثل: عدم المعرفة بأمور الحياة، والتهور وقلة الاهتمام، وغير ذلك، فكون هذه هي عيوبه ولا تعيبين عليه في دينه ولا خلقه ولا في معاملته، فهذا أمر يسير ويسهل تغييره، ويمكن معالجة هذا القصور إن شاء الله تعالى.

اعلمي أنك وهو ما زلتما في بداية سن الشباب، ويمكن أن يكون لديكما بعض القصور والأخطاء في أمور الحياة، ولذلك عليك من الآن فصاعداً أن تحاولي التعاون مع زوجك في إصلاح وتحسين ومعالجة ما يقع فيه من أخطاء.

من الوسائل التي يمكن أن تجعله متجاوزاً لما ذكرت الدعاء له بظهر الغيب، بأن يصلح الله حاله، ومن الوسائل أيضاً محاولة النصح له برفق ولين، وبيان وجه الخطأ في تصرفاته، والصبر عليه حتى يحصل التغيير.

من الوسائل أن ينصح بأن يشارك في بعض الدورات المفيدة التي تعالج مثل هذه الأخطاء.

ومن الوسائل أيضاً: أن تبحثي عن كتب مناسبة يمكن أن تكون في متناول الزوج ليقرأ منها ويعرف كيف يتخلص من أخطائه.

اجتهدي أن تقفلي باب الشيطان الرجيم على نفسك، فلا تتركي له مجالاً للإفساد بينك وبين زوجك، فقد جاء عَنْ جَابِر، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ: ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ، وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ)، قَالَ الْأَعْمَشُ: أُرَاهُ قَالَ: (فَيَلْتَزِمُهُ) رواه مسلم.

استعيذي بالله من شر الشيطان، ولا تجعلي أخطاء زوجك كبيرة في نظرك إلى هذا الحد، ولا ينبغي أن تتصوري أنه ليس هناك مثله في السوء من الأزواج، بل هناك أسوأ منه بكثير، ولكن النساء العاقلات في الغالب يجتهدن في تصحيح أخطاء أزواجهن ويصبرن على ذلك، وأنت عليك أن تجتهدي في إصلاح أخطائه مستعينة بالله تعالى، وافعلي ما ذكرت لك، وأبشري بخير إن شاء الله تعالى.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً