الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وجود شيء في العنق وحموضة مستمرة.. هل السبب حالة نفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد الإفادة العاجلة، أفيدوني يرحمكم الله.

أنا شاب أبلغ من العمر 35 عاما، وزني 92 كيلو، طولي بين 175 - 180 سم، أعاني من أعراض استمرت معي لسنين، أعاني من حموضة حادة في الحلق، وأحيانا يكون معها ارتجاع شديد الحموضة حارق جدا صعب المذاق، حتى أنه يعمل طبقة على الأسنان من شدة الحموضة، كأني أكلت موزا.

استمرت معي سنين، وأشعر بشيء ثقيل في العنق، مع انتفاح على أعلى الكتف الأيسر، استشرت عدة أطباء، ذهبت قبل عامين ونصف إلى طبيب، وأكد لي أنه لا يوجد شيء مخيف، عملت منظارا للجهاز الهضمي، وكانت النتيجة سليمة -والحمد لله- استعملت العديد من الأدوية، ولكن لا فائدة، لا أعرف ماذا آكل؟ كل شي آكله أستفرغه لأنه حامض جدا، أحيانا يختفي هذا الألم، ولكن سرعان ما يعاودني ويستمر معي فترات طويلة، كثيرا ما فكرت أن هذه الحالة نفسية؛ لأنه في بعض الأحيان تكون حالتي النفسية جيدة يخف الألم، وأشعر براحة، ولكن الضغوطات النفسية تزيد الألم ويزيد الاختناق.

أشعر بكتلة في حلقي وانتفاخ في الكتف الأيسر فقط، الكتف الأيمن سليم، والانتفاخ مثل العجينة ليس بقوي ولا مؤلم، أنام من غير ألم، آكل وأتنفس طبيعيا جدا، ليس هناك آلام في أي جزء من جسمي، فقط في العنق والكتف فقط، هذا الشيء يجعلني أفكر كثيرا أن هناك مرضا خطيرا أصابني.

أفيدوني وأريحوني حتى أرتاح، الوسواس أحيانا يمنعني النوم، فأنا -الحمد لله- شاب مسلم ومؤمن بالله وبالقدر، وأتقبل أي وضع، فقط أريد أن أعرف ماذا حل بي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحموضة الزائدة في المعدة تعود إما إلى وجود فتق في الحجاب الحاجز، وهذا ما يؤدي إلى صعود عصارة المعدة إلى الحلق، مما يؤدي إلى بحة في الصوت وضيق في التنفس والشعور بالمرارة في الحلق، خصوصا وقت النوم لسهولة صعود تلك العصارة إلى الحلق ومجرى التنفس.

والسبب الآخر وجود التهاب في المعدة بالجرثومة الحلزونية H-Pylori ويتم تشخيصها من خلال فحص H-Pylori antigen في البراز أو من خلال إجراء اختبار urea breath test ومع التشخيص يتم تناول العلاج الثلاثي الخاص بعلاج جرثومة المعدة ويشمل klacid 500 mg مرتين في اليوم، مع كبسولات Amoxicillin 500mg كبسولتين كل 12 ساعة، بالإضافة إلى تناول حبوب حماية المعدة من العصارة الهاضمة، ومنها nexium 40 mg قرصا واحدا قبل الأكل مرتين في اليوم لمدة 14 يوما.

وللتخفيف من آثار الحموضة: يمكنك تقسيم الوجبات اليومية إلى وجبات خفيفة ومتكررة، وبعيدة عن التوابل والمقليات، والعشاء الخفيف ليلا قبل ميعاد النوم بفترة مناسبة، مثل الزبادي واللبن الرائب وفاكهة الموز الناضج، ويمكن تناول الأرز المطحون مع اللبن الرائب قبل النوم؛ للتخفيف من الشعور بالغثيان، ولا خطورة في الأمر، فقط تحتاج إلى تشخيص وعلاج، ولا قلق -إن شاء الله-.

ومما يساعد في علاج جرثومة المعدة تناول كبسولات Probiotic مرتين في اليوم؛ لعمل توازن بين البكتيريا الضارة والبكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى تناول اللبن الرائب والزبادي والعسل وزيت الزيتون، وتناول الأرز المطحون مع الحليب، مع ضرورة تجنب التدخين والكحول -عافانا الله وإياك من ذلك-.

والعلاج النهائي لفتق الحجاب الحاجز -بعد تأكد التشخيص- هو الجراحة، ويمكن تخفيف الأعراض، ومنع صعود حمض المعدة إلى الحلق عن طريق وضع مثلث خشبي كبير في مقدمة السرير لكي يرفع منطقة الرأس والصدر أعلى من بقية الجسم، أو من خلال رفع قوائم السرير الأمامية بحوالي 30 سم، بحيث تصبح القوائم الأمامية أعلى من القوائم الخلفية، وبهذا الوضع لن تصعد أحماض وعصارة المعدة إلى المرئ ولا إلى الحلق، ولا مانع من تناول حبوب نيكسيوم 20 مج لعدة شهور.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً