الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالشلل التام والتعب لا أستطيع بذل أي مجهود.. هل هو وسواس أم حالة نفسية؟

السؤال

أعاني من الخوف المرضي، وأشعر بتعب شديد هذه الآلام زادت كثيرا هذه الفترة جدا، فهي مرهقة، أشعر بالشلل التام والتعب، لا أستطيع بذل أي مجهود، لا أعلم ما بي هل هو حالة نفسية، وسواس أم فعلا مرض يفتك بي دون علمي! عظامي ومفاصلي تؤلمني، وأشعر بانهداد جسدي كله وتعب شديد خائفة من مرض الروماتيزم، أو أي مرض في العظام قرأت عن مرض الفيبروميالجيا إنها متلازمة ليس لها علاج وخائفة جدا.

عمري 20 سنة، وأعاني من أمراض ما أنزل بها من سلطان، حالتي من سيء لأسوء، تعب قدميّ ويديّ وجسمي ورأسي، كل شيء حتى بعد النوم أستيقظ متعبة، ماذا أفعل؟ أمي تعبت جدا، هي حزينة، مرضت على مرضي، هل ممكن أن أكون مصابة بمرض التعب أو الفيبروميالجيا أو الروماتيزم أم أن القلق والخوف يؤدي لهذا التعب؟ ليس لي أحد أخبره عن حالي سواكم، كنت أخبر أمي، ولكن في كل مرة أخبرها تحزن وتبكي، وهي مريضة بالضغط، أخاف عليها، أخاف أن أفقدها، أبكي كل يوم ساعات عدة، ليس بيدي حيلة أدعو الله والله لا يستجيب، تأخرت إجابة دعوتي.

أنا متعبة منهكة ليس بي حيل ساعدوني، ماذا أفعل لي 10 أشهر على هذا الحال، ولكن هذه الفترة آلامي وأوجاعي زادت، تحصيلي الجامعي قل، علاماتي متدنية، أنسى كل شيء، أدرس وأذهب للامتحان فأنسى كل شيء، يداي ترجف رجفا كثيرا عندما أتوتر ساعدوني، ماذا أفعل؟

زرت أطباء كثر للقلب والأعصاب كلهم أخبروني أني سليمة، هل أزور طبيب عظام؟ أهلي ملوا مني، وأمي تعبت كثيرا لا أريد أن أشفى سوى من أجلها ليس لي سواها، وأنا أحزنها كثيرا أمي امرأة تقية متدينة، وتقوم الليل كل ليلة، ولا تترك فرضا أو سنة أو نافلة، لا أعلم لم ابتليت بهذا الابتلاء، بدأت أدعو على نفسي بالموت كي ترتاح أمي، فهي متعبة جدا ساعدوني.

اعتبروني ابنتكم اليتيمة الوحيدة، وساعدوني خارت قواي، وتعبت تعبت كثيرا، لم أعد أعلم ما بي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاتنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لماذا -أيتها الفاضلة الكريمة- كل هذا الضجر، والشعور بالكرب، وتمني الموت الدنيا بخير وأنت -إن شاء الله- بخير، حتى وإن كانت هنالك أعراض أو آلام جسدية وخلافه فهذه أمور مقدور عليها، لا بد أن تنزعي هذا الفكر وهذه المشاعر السلبية، أنا أعتقد أن هذه نقطة العلاج الأولى، الله تعالى حباك بمقدرات كثيرة وهي موجودة وكامنة، عليك بالتفاؤل وأن تكون حسن التوقعات، ووالدتك -إن شاء الله- بخير ما دامت تقوم الليل، وأنت -إن شاء الله تعالى- بجانبها تساندينها، وأنت لست عالة عليها، إن كان بك شيء إن لم تشكي لأمك، فلمن سوف تشكين، لا تحسين بحرج أبداً، لكن في ذات الوقت يجب أن يكون لك العزيمة والقوة والشكيمة في أن تشعرين نفسك أنك بخير.

موضوع الفيبرومالجيا أو الروماتيزم هذه تشخيصات واهية جداً، أرجو أن لا تدخلين نفسك في هذه المنظومة الوهمية، الذي أريده منك اذهبي إلى طبيب الأسرة لتقوم بإجراء الفحوصات العامة، التأكد من مستوى فيتامين د مثلاً، وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين ب 12 هذه كلها مهمة جداً، وأشياء بسيطة ونقصها ربما يفسر الكثير من الأعراض، الطبيبة أيضاً يمكن أن تقوم بإجراء ترسيب للدم للتأكد إن كان لديك أي نوع من الروماتيزم، وأنا أريد أن أؤكد لك أن الحالة النفسية والمزاج الاكتئابي والقلقي في حد ذاته يسبب آلاما جسدية كثيرة جداً بجانب الألم النفسي، بل يعطي الإنسان شعورا كبيرا بالإنهاك والإجهاد وعدم الفاعلية.

مزاجك النفسي من الواضح جداً أنه منخفض، وأنت تعانين أيضاً من الخوف، وأنا أعتقد أنك سوف تستفيدين كثيرا من أحد الأدوية المحسنة للمزاج، وهي كثيرة، الطبيبة حين تفحصك وبعد أن تتأكد من سلامة كل شيء سوف تعطيك دواء بسيطا مثل السبرالكس مثلاً، والذي يسمى استالبرام، دواء رائع جداً يحسن المزاج، يزيل الخوف، يجدد الطاقات عند الإنسان.

ومن جانبك أريد أن تحرصي على أشياء معينة، أن تعيشين حياة صحية، وهذا يعني أن تنامي النوم الليلي المبكر، وتتجنبي النوم النهاري، وتمارسين أي نوع من الرياضة، الرياضة مهمة جداً؛ لأنها تبني الطاقات الجسدية وكذلك الطاقات النفسية وتجددها، الحرص على تنظيم الوقت، الاستفادة من الصباح ،والبكور من أجل الدراسة بعد صلاة الفجر يمكن أن تستفيدين من هذه الفترة استفادة كبيرة جداً قبل الذهاب إلى الجامعة، حسن توزيع الوقت كما ذكرت لك، أن ترفهين عن نفسك بأشياء طيبة وجميلة، أن تكونين دائماً إيجابية مع والدتك ومع صديقاتك، بهذه الكيفية -إن شاء الله تعالى- تتخلصين من كل الذي أنت فيه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً