الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خوف يلازمني من الأمراض، فما تشخيص حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ..

الحقيقة أشكركم على جهودكم العظيمة في هذا الموقع، وكم من حالة فرجت همومها بعد الله بسبب موقعكم.

قصتي بدأت من ديسمبر الماضي، أصابتني سخونة وبعدها تعافيت منها، ولكن استمرت أعراض غريبة تعب وإرهاق في كامل الجسم والعضلات، وأيضا ألم يأتي شبيه باللسعة في اليدين، وأيضا مشكلة في العين ترمش كل فترة.

قمت بالذهاب لأكثر من 4 أطباء تخصص عام وطبيب عيون وطبيب باطنية، قمت بعمل تخطيط للقلب وأشعة للصدر، وكل زيارة أقوم بعمل فحوصات دم شاملة، وطوال الفترة حوالي 4 أشهر لم أستيقظ يوما واحدا بكامل طاقتي، دائما متعب.

كنت مقتنعا بوجود مرض، وأحتاج أن يتم اكتشافه لكي يكون العلاج أسهل، قرأت عن التصلب اللويحي، ثم ذهبت لطبيب الأعصاب، وقام بعمل أشعة رنين مغناطيسي، وأخبرني بسلامة الفحص.

لم أقتنع فذهبت لطبيب آخر بعد 4 أشهر، وقمت بعمل أشعة طنين مرة أخرى، وأخبرني بسلامة الفحص، بعد هذا توقعت بأن الأعراض بسبب أمراض الروماتيزم بسبب ألم العضلات الذي أشعر به.

ذهبت لطبيب باطنية قام بعمل تحاليل للدم، منها: CRP , ESR وأخبرني بسلامة الفحص، وبعدها انتقلت إلى طبيب أنف، وقال لي لديك انحرافا في الأنف، ولكن ليس هو سبب الأعراض.

طول هذه الفترة قبل أسبوعين قمت بالقراءة عن تحليل الجرثومة، وبعدها توجهت وعملت التحليل عن طريق التنفس، وظهرت النتيجة سلبية، وقام الدكتور بإعطائي العلاج الثلاثي وانتهيت منه بالأمس.

وسأقوم بالتحليل بعد أسبوعين، يوجد لدي حبة في أسفل الفك، وقمت بالذهاب لطبيب جراحة وأخبرني أنها غدة لمفاوية، وأعطاني مضادا، ولكن الغريب أن حجمه صغر كثيرا، ولكن بقيت بنفس الحجم الصغير.

حاليا لدي أعراض موجودة من تقريبا 9 أشهر ولم تذهب:
- شد في الرقبة.
- إحساس غريب أثناء البلع، هل ممكن أن يكون شدا بالرقبة يسبب ذلك؟
- الاستيقاظ يوميا متعب وكأني لم أنم.
- ألم أسفل الظهر.
- في الأذن صوت يشبه سريان كهرباء.

ما لم أخبركم به هو أنني أعاني من الوسواس القهري من 5 سنوات، كان وسواس نظافة، ولكن حاليا أخف من السابق، وسابقا قبل 3 سنوات تم تشخيصي بالقولون العصبي.

ما هو تشخيص حالتي؟ الحقيقة أنني توقفت عن زيارة الأطباء بسبب أن الموضوع يسبب لي إزعاجا، وتعب وأيضا يؤثر على الدراسة، أريد أن ترجع حياتي لما كانت عليه قبل ديسمبر الماضي، هل يجب أن أزور دكتور عظام؟ هل من الممكن أن يكون مرضا خبيثا؟ أم لدي حالة نفسية وأحتاج زيارة طبيب نفسي؟ ولكن إذا كانت أعراضا نفسية فلماذا هي متواجدة طوال هذه الفترة بشكل دائم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعًا حالتك حالة نفسية ولا شك في ذلك.

بعض الناس يكون لديهم قلق داخلي، نسمّيه بالقلق المقنّع، قد لا يظهر في شكل أعراض نفسية بحتة، إنما يظهر في شكل أعراض جسدية، لأن التوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، يُصيب بعض أجزاء الجسم وأعضائه، وهذا يظهر في شكل أعراض كثيرة في الجسد.

أنا أرى أنك تحت هذه الفئة، أي: أن أعراض هذه نفسوجسدية.

أنا أعتقد الذهاب إلى الطبيب النفسي يكون مفيدًا جدًّا لك، لأن تناول مضادات القلق والوساوس ستكون بالنسبة لك فاتحة خير كبيرة جدًّا.

أنا لا أسمّيك تتوهم المرض، أنت لست متوهما، لكن القلق تحوّل من مشتقه النفسي إلى مشتق جسدي، وهذا يجعلك تتنقّل بين الأطباء وتأتيك مخاوف مرضية كثيرة.

اذهب إلى الطبيب النفسي - أيها الفاضل الكريم - وسوف يعطيك أدوية أحد مضادات الاكتئاب والوساوس، يُضاف إليه عقار يُسمَّى (سلبرايد/دوجماتيل) سيكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك، ومن جانبك يجب أن تتوقف تمامًا عن التنقل بين الأطباء، وتقوم بعمل ما هو أفيد، تُدير وقتك بصورة حسنة، تمارس الرياضة، تمارس تمارين استرخائية، تنام مبكرًا، تجتهد في دراستك، تجتهد في عباداتك، تستمتع بالحياة وتُرفه عن نفسك بكل ما هو جميل وطيب، تكون عضوًا فاعلاً في أسرتك، وبارًّا بوالديك... هذه هي الطريقة الصحيحة التي تُساعدك كثيرًا.

وبالنسبة لرعايتك الصحية العامّة: أريدك أن تذهب إلى طبيب الأسرة مرة واحدة كل أربعة أشهر مثلاً، من أجل إجراء فحوصات عامّة، وهذا وُجد أنه يُطمئن الإنسان كثيرًا.

إذًا أرجو أن تتبع ما ذكرته لك، وأن تذهب إلى الطبيب النفسي، وحالتك إن شاء الله تعالى ليست معقدة أبدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً