الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أمراض صدرية وضيق في النفس، فما تشخيص حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله..

أنا مدخن منذ 8 سنوات، ومدمن على شرب القهوة بالليل مع الدخان منذ سنتين، وقليل الحركة، وأسهر بالليل، وأنام بالنهار، وكنت لا أتعرض لأشعة الشمس إلا قليلا جدا في آخر 3 سنوات، ولم أبذل أي مجهود رياضي في آخر 6 شهور، ومدمن على العادة السرية يوميا 3 مرات.

منذ أسبوعين وبعدما صحوت من النوم تناولت الغداء، بعد ربع ساعة أو أقل، وخرجت لمكان، وبعد إشعال أول سيجارة لي بعد الانتهاء منها أصابي ضيق نفس، مع وخز في منطقة الصدر ناحية القلب، وتسارع نبضات القلب مع إحساس بالموت، ورجفة في اليدين وتعرق.

بعدها ذهبت للمستشفى، وقمت بالفحوصات الآتية: تخطيط قلب، أشعة x للرئتين، وكانت النتيجة سليمة، وفحص نسبة الأكسجين بالدم 9.8، ودرجة الحرارة 37.5، وقالو لي بأنه لا يوجد لدي شيء، ولم يعطوني أي دواء، وبرروا ذلك بأنه إجهاد وتعب، وبعدها رجعت للبيت، ولكن ضيق النفس والشعور بعدم الراحة كان يصاحبني.

بعدها انقطع الخوف 3 أيام وارتحت قليلا، ولكن بعد أسبوع رجعت لي الحالة في الليل مع حرقان في العنق والمعدة، وشد في عضلات الفك السفلي من الفم، مع ضيق نفس، وعدم راحة، وبعدها ذهبت لدكتور، فوصف لي نكسيم لحموضة المعدة، ومع ذلك لم يزل الحرقان، فأضاف لي شراب جافيسكون بعد الأكل، ولكني حتى الآن أعاني من آلالام في عضلات القفص الصدري، مع حرقة في العنق، ودوار بسيط، وحالة من انخفاض الضغط بسبب خوفي من الأكل، وتوتري الشديد، لأني أريد معرفة ماذا يحصل معي بدقة.

أرجو أن تفيدني وجزاك الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التدخين، والسهر ليلا، والنوم نهارا، والإكثار من تناول القهوة ليلا، وعدم ممارسة الرياضة، كل ذلك يؤدي إلى حالة من الإرهاق البدني والذهني، وإلى تسارع نبض القلب، وضيق التنفس، وشعور بعدم الراحة، ومن المعروف أن للقلب مدى واسع، واحتياطات كثيرة للتعامل مع مثل تلك المواقف، ولكن لن يظل ذلك طوال العمر.

بمعنى أن قلبك سليم، ولا يعاني من أمراض عضوية، ولديه من القوة والقدرة على التعامل مع مسائل التدخين والمنشطات بالعمل بكامل طاقته لتوصيل الدم إلى باقي أعضاء الجسم عن طريق زيادة النبض، وزيادة تدفق الدم؛ لأن دم المدخن طوال الوقت محمل بالغازات السامة من أول وثاني أكسيد الكربون، وهذه الغازات السامة تمنع الدم من نقل الأكسجين، لأن الهيموجلوبين له قابلية لتلك الغازات 210 مرة أكثر من قابليته لحمل الأكسجين، مما يؤثر في النهاية على عملية إنتاج الطاقة في الخلايا، ويؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب والإجهاد، وعند حد معين يترسب الكوليسترول في الشرايين، وتضيق وتزيد فرص الجلطات، ولا يقوى القلب على الاستمرار في حالة الإجهاد المستمر.

وفي الحقيقة فإنك تتعامل مع جسمك كأنه عدوك على الرغم بأن الجسم أمانة أعطيت لك لكي تحافظ عليها، ولا تفرط فيها، ولذلك يجب أن تعيد حساباتك مرة أخرى:
بداية من الإقلاع عن التدخين، وهذا أمر يأتي بالإرادة والعزيمة والرغبة في الشفاء، والتخلص من سموم السيجارة، وهناك الكثير من الاستشارات التي تناولت مضار التدخين وطرق الإقلاع عنها يمكنك الاطلاع عليها والاستفادة منها.

وممارسة الرياضة سواء الجماعية أو الفردية في أحد النوادي أو الساحات أو الصالات، حيث يعتبر مخرجا للبعد عن السيجارة، وللبعد عن ممارسة العادة السرية المجهدة والمرهقة، والتي تزيد من معاناتك، بالإضافة إلى التدخين، والتي تؤدي إلى الشعور بالإحباط والانطواء والإرهاق البدني، وتؤدي في النهاية عند الزواج إلى أمراض سرعة القذف، والتهاب البروستات المزمن، وما يؤدي إلى عدم القدرة على الإنجاب فيما بعد.

مع ضرورة تغيير عادة النوم نهارا والسهر ليلا؛ لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى: Endorphins ، ويفرز الهرمون الذي يساعد على النوم ليلا أيضا ويسمى ميلاتونين، وهذه المواد المسكنة تشبه المورفين في تأثيرها الطبي على جسم الإنسان morphine-like chemicals ، دون أن يكون لها مضاعفات جانبية.

ولذلك ننصحك بالنوم ليلا مدة لا تقل عن 6 إلى 7 ساعات، ويمكنك الاستعانة بحبوب ميلاتونين 5 مج الموجودة في الصيدليات ومحلات بيع المكملات الغذائية لفائدتها في ضبط ساعات النوم ليلا، مع أهمية نوم القيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة إن شاء الله.

إذن عليك اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين دون إبطاء، وعليك ممارسة رياضة محببة لك تشغل بها وقت فراغك، وتبعدك عن السيجارة والعادة السرية، والتي من الواجب البعد عنها قدر المستطاع من خلال البعد عن المقاطع الإباحية، والتفكير في صيام التطوع، ومصاحبة الأخيار، ومتابعة ورد من القرآن حفظا وتلاوة، مع التعود على الأذكار والدعاء بالتوفيق، وسوف تجد الله سبحانه وتعالى إلى جوارك، ولسوف تتغير حياتك تغيرا جذريا إن شاء الله.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً