الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يكرهه الأطفال ولا يريدون اللعب معه، وأخشى أن يتعقد، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم..

مرحبا، أتمنى أن تجدوا لي حلا إن أمكن.

أخي الصغير ذو 8 سنوات يكرهونه الأطفال ككل، في الحي الذي نسكنه كل الأطفال يلعبون مع بعض إلا هو، يقولون له لا تلعب معنا، وفي المدرسة يقولون له نفس الحديث لا تلعب معنا، فالمكان مكاننا ونحن لا نريد اللعب معك، وهو دائما وحده!

أصبحت أخاف أن يتعقد! كيف يمكن أن أملأ وقته بشيء مفيد ويرضيه في آن واحد؟ كيف أملأ ذلك الفراغ الذي يتركه الأصدقاء؟ بالمناسبة لا يوجد أخ كبير ليعوضه تلك المكانة، وكذلك أبي يسكن وحده في أوروبا؛ لأنه يعمل هناك، أنا وأمي فقط معه في المنزل.

أرجو وبشدة أن تكرموني بنصائحكم.
وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم تذكري تفاصيل عن حالة أخيك، وهل يعاني من تصرفات معينة جعلت زملائه يكرهونه؟

وعلى كل حال ينبغي عليك معرفة ما هي الأسباب التي جعلت الموقف منه بهذه الصورة، ربما أنه عدواني أو انطوائي، فإن كان عدواني فأصدقاؤه يكرونه لعدوانيته، فلا بد من إصلاح سلوكه مع الآخرين عن طريق برنامج تأهيل تربوي اجتماعي له.

وإن كان انطوائيا وهذا الذي يظهر لي من خلال الرسالة، وأنه لم يمارس التعامل مع أقرانه بسبب عدم وجود إخوان له، وربما أثر التربية عليه بسبب عدم وجود والده خلال السنوات الأولى من عمره، مما سبب له سلوكيات غير مريحة ولا اجتماعية مع أقرانه.

ولذا فهو يحتاج إلى إدماجه بأقرانه بصورة متدرجة، وأن يشجع على ممارسة الحياة مع الآخرين بطريق تبادلية.

ويمكن معالجة المشكلة من خلال:

- البحث له عن صديق أو زميل وإقناعه بتشجيعه والصبر عليه حتى يغير من سلوكه.
- إبعاده قدر الإمكان عن الأجهزة الذكية، والتعامل مع برامجها بحذر؛ لأن انقطاع الطفل لمشاهدة ما في الأجهزة أو اللعب فيها يسبب له الانطواء والتوحد غالبا.
- الخروج معه من قبل أمك، والتفاهم مع أصدقائه ولو بإحراجهم لإشراكه في اللعب ولو لفترة قليلة يوميا، حتى يتعود عليه أصدقاؤه بالتدريج، ثم يدمج معهم.
- إشعار المسؤول الاجتماعي بالمدرسة بالمشكلة التي يعاني منها الطفل، وطلب حلها بالأسلوب التربوي المناسب.
- إلحاق الطفل بحلقة لتعليم القرآن، وتشجيعه على ذلك، والسماح له مع أحد الأقارب أو الجيران الثقات بالمواظبة على الصلاة في المسجد جماعة، فمن خلال المسجد والحلقة سيتعرف على أصدقاء صالحين، وتتقوى شخصيته، ويمارس حياته بعد ذلك بصورة طبيعية.
- لا تنسي والدتك الدعاء له بالصلاح والاستقامة، فالدعاء باب عظيم لحل المشكلات.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح حاله، ويجعله قرة عين لوالديه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً