الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع أمي التي تقسو علي وتطلب مني ألّا أكلمها؟

السؤال

السلام عليكم

التعامل مع الأم القاسية والظالمة إذا طلبت مني أن لا أكلمها أبداً فهل أنا آثم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فراس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك أخي الكريم، ونسأل الله أن يصلح حال الوالدة، وأن يوفقها إلى كل خير.

بداية: ينبغي أن تعلم أن بر الوالدين من أعظم القربات بعد توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو من أبواب الجنة.

إن ما تدعيه من ظلم للوالدة من ظلم وقسوة قد لا يكون بحسب ما تنظر إليه، ويحتاج منك إلى مراجعة لحالة الوالدة، وهل هي فعلاً قاسية أو ظالمة لك؟

هب أن الوالدة قست عليك أو ظلمتك كما تقول، فيمكن أن تكون أنت متسبباً في ذلك، أنا أقول: هناك احتمال أنك مقصر في برها أو أنك تعقها، أو تتعامل معها بشيء من الفظاظة فلذلك عاملتك بالمثل، فالأم في الغالب صاحبة قلب رحيم وحنان زائد لأولادها.

من جانب آخر قد تكون نظرتك صحيحة، وقد يكون أنك لست مقصراً في بر الوالدة ولا عاقًا لها، فتكون قسوة الوالدة إما لأنها تعاني من مرض نفسي أو عين أو حسد، أو مشكلات في الأسرة جعلها تتعامل مع أولادها بقسوة، فينبغي مساعدتها في الخلاص من هذا الذي حدث لها، وكذلك عليك أن تدعو لها في ظهر الغيب بأن يصلح الله حالها، ويجعل قلبها ليناً نحوك.

كما أن قسوة الوالدة عليك قد تكون بسبب أنك واقع في بعض الآثام، أو أن الله أراد أن يبتليك، وما عليك إلا مراجعة حالك مع الله، والصبر الجميل على ما يحصل لك.

إن القلب القاسي والذي يظلمك قد يصلح من حاله إذا قابلته بالعفو والإحسان إليه، هذا في سائر البشر، والوالدة أحق الناس أن تعفو عنها ما حدث منها، ولا تذكره لأحد، ثم احرص على تقديم الهدايا لها، وتناول الطعام معها، ولو استطعت اصطحابها للتنزه خارج المنزل، والثناء عليها، وعلى ما قامت به نحوك من إحسان إليك، وأنت في صغرك.

أما سؤالك إذا طلبت منك أن لا تكلمها أبداً فهل أنا آثم؟ الجواب عن هذا لا شك أن طلب الوالدة في الغالب كان بسبب غضب أو هناك مشكلة، ولهذا يمكن أن تتراجع عن هذا الأمر لك بترك الكلام معها، ومع هذا إذا أصرت عليك بترك الكلام معها فعليك أن تحسن إليها بالسلام عليها، وتلبية أي طلب تحتاج إليه، وتحاول أن تكون قريباً منها، ولا ينبغي أن تبتعد عنها دون أن تتكلم معها بحسب رغبتها، ولعله مع مرور الوقت يمكن أن ترجع إلى الكلام معك.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً