الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بنوبة هلع ووساوس بعد إكثاري من تناول القهوة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي أنني كنت مسافرا، وأفطرت وتغديت في الطريق، وأكثرت شرب القهوة، وعندما وصلت لمنزلي، وأردت أن أنام أتتني نوبة هلع ووسواس أنني سأموت، فقمت فزعاً وأصبحت أخاف، ودقات قلبي أصبحت سريعة، وشهيتي للأكل والشرب انعدمت، وأصبحت لا أحب الخروج من البيت والاجتماع مع الناس، وظهر لي ألم في الصدر في الجهة اليسرى، ونغزات بالصدر، وتوهمت بأنني أعاني من مرض في القلب.

حللت الدم، فأظهرت التحاليل أن فيتامين (د)، والحديد ناقصان لدي، واستخدمت لذلك أدوية، ولكن الألم استمر، وأصبحت أعاني أيضاً من ألم في الحلق يشبه التهاب اللوزتين، وجفاف اللسان، وتجشؤ وانتفاخ في البطن، ونغزات حادة ونادرة في البطن.

عملت تحليلا لجرثومة المعدة، فتبين أني مصاب بها، ونسبتها 11٪، واستخدمت وصفات شعبية، ولم تنفع، ثم استخدمت وصفة الطبيب، وهي موكسيف وأنازول وبانتوزول، وتبقى الآن أسبوع واحد على استخدام بانتوزول.

علماً أن الألم لازال مستمرا، ولا أنام على الجهة اليسرى، وعملت تخطيط قلب وأشعة صوتية للقلب، وجميعها سليمة، أرجوا الرد على استفساري.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت قمت بالإجراء الصحيح حين ذهبت وقابلت الطبيب، واتضح - الحمدُ لله تعالى - أن حالتك من حيث الناحية العضوية ممتازة جدًّا، وكل الذي بك هو التهاب اللوزتين، وقد تمَّ إعطائك العلاج لهذا الالتهاب، كما أن أعراض المعدة أيضًا أُعطيتَ لها العلاج السليم.

وبقي أن أقول لك إن موضوع نوبة الهرع التي أتتك بالفعل أثارتْ عندك هذه الأعراض العضوية بصورة واضحة، فحالتك فيها الجانب النفسوجسدي البسيط.

أريدك أن تتناول عقار (دوجماتيل)، والذي يُسمَّى علميًا (سلبرايد)، الجرعة هي خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عنه، هو دواء بسيط وطيب وجميل، ويُعالج القلق الذي يؤدي إلى الأعراض النفسوجسدية.

وعليك كذلك باتباع التعليمات الخاصَّة وهي: أن تأخذ قسطًا من الراحة ليلاً، وتمارس رياضة في النهار، هذا - يا أخي - يجب أن تلجأ إليه، وعليك أيضًا بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين طيبة جدًّا، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها (1236015) أرجو أن تُطبِّق ما بها من إرشاد، فهو مفيد جدًّا.

وعليك بالصلاة في وقتها، وصلة الرحم، وبر الوالدين... هذا - يا أخي - يُبعد الإنسان عن الهرع وعن الفزع وعن الخوف.

طبعًا من الواضح أن شرب القهوة بكثرة لن يكون مناسبًا معك من الآن؛ لأن الكافيين حين يتراكم في الدم، ويكون بتركيز عالٍ يؤدي إلى استثارة شديدة لعضلات القلب، ويجعل في الإنسان يقظة زائدة، تجعله يُراقب أي تغيُّراتٍ فسيولوجية في جسده، فحاول أن تُقلِّل منها، -وإن شاء الله تعالى- أمورك تسير على خير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً