الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام في الصدر والرقبة وأعراض أخرى رغم سلامة الفحوصات.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من آلام متفرقة في الجهة اليسرى من الصدر، مع الشعور بكتمة بدون ضيق تنفس ولكن امتلاء أو ضغط في الصدر عامة، وخفقان وألم في الرقبة من الجهة اليسرى واليد والذراع بشكل عام، والكتف والظهر في الجهة المقابلة للصدر.

بدأ هذا الألم منذ 3 أشهر، في بداية الأمر ذهبت لطبيب عام، وأجرى لي عدة فحوصات من بينها التخطيط، وكلها سليمة، وبعد ذلك ذهبت لاختصاصي قلب، وأجرى لي تخطيطا للقلب، واختبار جهد، وأشعة صوتية، وأفاد بأنها سليمة.

الآن بعد ثلاثة أشهر الآلام ما زالت مستمرة، وهي ليست شديدة، ولكنها مقلقة، حيث أواصل التفكير فيها طوال الوقت، بالإضافة أنه منذ شهر شعرت بصداع في الجهة اليسرى واستمر معي "الصداع يأتي ويذهب مرات متعددة خلال اليوم، وهو في جهة الصدغ وأعلى، وأشعر بالعرق يبرز وينبض فالصدغ الأيسر" مع احمرار بسيط في العين، وشعور بحرقة غير مستمرة، أحيانا أشعر أن ألم الرأس متعلق بوضعية الرأس أو حركته؛ لأنني أشعر بالألم عند الانقلاب أثناء النوم.

الخفقان يزداد بعد تناول الطعام ويستمر لمدة طويلة تقريبا ثلاث ساعات، حتى مع الارتياح التام بمتوسط 90 نبضة في الدقيقة، وبعد صعود الدرج أيضا أشعر بخفقان، ولكن سرعان ما يعود النبض لوضعه الطبيعي.

مشيت بالأمس لمدة ساعة، وشعرت بعدها بدوار طفيف أو خفة في الرأس فعاودني القلق مجددا بسبب مشكلة قلبية، هل من الممكن تغيير نتائج الفحوصات بعد ثلاثة أشهر؟ لأنني أشعر بعدم الارتياح في الجهة اليسرى، عموما أشعر بنغزات متفرقة الوجه والفك، فهل من الصائب إعادة الفحوصات؟ أم أنني دخلت في دوامة الوساوس لأنني كثيرا ما أخبر نفسي بذلك وأشعر بالارتياح، ولكن مجرد أن أشعر بأي عرض طفيف سرعان ما يحل القلق وأعاود التفكير في أمراض متعددة.

على الرغم أنني أحاول ممارسة حياتي الطبيعية بشكل عادي، ولكن التفكير في الأمر يلازمني طوال الوقت حتى أصبت بحالة من الأرق المستمر في أول الأيام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
كثيرا ما تصلنا رسائل من أشخاص في سن الشباب يشكون من آلام في الصدر، وأول شيء يخطر على بالهم هو أمراض شرايين القلب التي تسبب الذبحة الصدرية، وجلطات القلب، وهذا الأمر عادة ما يحصل عند من يعاني من السكري، وارتفاع الضغط، وزيادة الكوليسترول، والتدخين، والسمنة، ولسنوات طويلة، أي أن حصوله في سن الشباب أمرٌ نادرٌ جدًا، إلا إذا كان الشخص بدينا، ويعاني من ارتفاع الكولسيترول العائلي، والتدخين من سن مبكر، وكل هذه الأمور لا يبدو أنها عندك أو في قصتك المرضية.

وأكثر سبب لآلام الصدر عند هؤلاء الأشخاص في مثل سنك هو آلام عضلات الصدر، والتي تكون لها أسباب عديدة، ومنها القلق، والتوتر، والضغوطات النفسية، ولذا فإنها تحدث عندما يكون الإنسان متوترًا، وتحتاج لوقت حتى يهدأ الإنسان، وبالتالي تخف الأعراض، وقد تسبب آلام الصدر نفسها التوتر بسبب خوف الإنسان من أنها من القلب، وأنه سيحصل عنده جلطة، وبالتالي يحصل نوع من الحلقة المغلقة، والتي قد تطول حتى تتحسن، ويجب على الإنسان التخلص من هذه المخاوف والوساوس، ولا ينصح بإعادة التحاليل ولا التخطيط، ولا الإيكو، ولا ينصح بالاستمرار بالانشغال عن هذه الأعراض بأي عمل مفيد كالرياضة والأعمال الخيرية، وينصح بمراجعة طبيب واحد تثق فيه، وأن تمارس حياتك الطبيعية.

وبالنسبة للأعراض الأخرى فأحيل سؤالك إلى طبيب الباطنة.
----------------------------------------------
انتهت إجابة د/ محمد حمودة.....استشاري أول - باطنية وروماتيزم.
وتليها إجابة د/ عطية إبراهيم محمد.....استشاري طب عام وجراحة وأطفال.
----------------------------------------------
لا داع للقلق ولا للمخاوف، وقد أشرنا عليك في الاستشارة السابقة إلى تناول حقنة فيتامين (D) لتعويض النقص، ثم تناول الكبسولات اليومية أو الأسبوعية بعد ذلك، وكذلك أشرنا عليك بتناول الحقن المغذية للأعصاب (neurobion) في العضل يوم بعد يوم، أما الصداع على جانب الرأس فقد يكون بسبب الإجهاد أو التفكير في الأمراض، أو بسبب فقر الدم، أو قد يكون بداية لنوبات صداع نصفي، وقد يرتبط بألم الأسنان إذا كان لديك ألم في الأسنان، والمهم أن الأمر بسيط ولا يدعو للقلق.

وبداية من المهم أخذ قسط كاف من النوم للاستفادة من المسكنات الطبيعية التي تفرز أثناء النوم، وبالتالي يتم ضبط كل العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان مما يحسن الحواس ويعطي الشعور بالراحة، ولا مانع من تناول حبوب ميلاتونين (melatonin 5 mg ) التي تساعدك على النوم العميق، وهي حبوب ذات منشأ طبيعي، ومع ضبط ساعات النوم يستيقظ الإنسان وكله حيوية طاقة متجددة.

وفي حال الشعور بالصداع أو الخفقان بعد ذلك يمكنك فحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH)، والتأكد أنه في المستوى الطبيعي ما بين (4.5) نزولا حتى (0.45) أما نقصانه أكثر من (0.3) فهذا يشير إلى نشاط زائد في وظائف الغدة الدرقية، ولا أعتقد أنك تعاني من ذلك، ولا مانع من تناول أحد مقويات الدم كبسولة واحدة يوميا لمدة شهرين، مع التغذية الجيدة، وطالما التحاليل التي تم إجراؤها في السابق طبيعية فلا قلق ولا خوف إن شاء الله.

مع ضرورة ممارسة رياضة المشي، والمصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، ويخفف من الشعور بالخفقان، ويساعد في علاج الخوف المرضي -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول فرح

    السلام عليكم ورحمة الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً