الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطراب ثنائي القطب ومزاجي متعكر رغم تناولي للأدوية.. فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا مصاب باضطراب ثنائي القطب منذ 8 سنوات، وأستخدم أدوية كالتالي:
سيروكويل200ملغ حبة عند النوم، وديباكين كرونو 500 ملغ حبة بالصباح، وأخرى في المساء، وسبرالكس 20ملغ حبة بالصباح.

وأعاني منذ تسعة أشهر من اكتئاب حاد ومزاج متعكر طيلة اليوم، وكلما ذهبت لمقابلة الطبيب لا يقدم لي شيئا، ويكتفي بالأدوية السابقة، مع العلم أنني مستمر على هذه الأدوية منذ سنتين، باستثناء السيبرالكس، فقد وصفه لي قبل تسعة أشهر، أريد منكم اقتراحا لأدوية فعالة جدا لمثل حالتي.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاضطراب ثنائي القطبية هو اضطراب وجداني، ويأتي أحيانًا في شكل نوبات هوس، ويأتي أحيانًا أخرى في شكل نوبات اكتئابية، وأحيانًا تكون النوبات مختلطة، وتشخيصه يتم بوجود على الأقل نوبة هوس حتى ولو لم تكن هناك نوبة اكتئاب، يُسمَّى (اضطراب وجداني ثنائي القطبية)، لأنه لوحظ أنه سوف يحصل للإنسان نوبة اكتئاب في وقت من الأوقات، طالما كانت هناك نوبة هوس. هذا من ناحية.

علاجه - أخي الكريم - هو بمثبتات المزاج، العلاج الأساسي للاضطراب ثنائي القطبية هو في مثبتات المزاج، حتى وإن كان في كثير من الأحيان يأتي بنوبات اكتئاب أيضًا يُعالج بمثبتات المزاج، واستعمال مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هو مع الاختلاف بين الكثير من الأطباء، فهناك أطباء لا يُجيزون على الإطلاق استعمال مضادات الاكتئاب في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية؛ لأنها قد تُحدث نوبة هوس، ولعلَّ هذا هو السبب الذي يجعل الأطباء مترددون في تغيير علاجك.

المهم - كما ذكرتُ - وأهم شيء هو مثبتات المزاج، وهناك اختلاف كثير في علاج الاكتئاب، وحتى في نوع مضادات الاكتئاب، وإن كان هناك اتفاق، وهذا الاتفاق له دليل من الأبحاث بأنك إذا أردتَّ أن تستعمل مضاد للاكتئاب فالأفضل هو الـ (فلوكستين)، يجب استعماله بحذر، وبمجرد أن يزول الاكتئاب يجب أن تتوقف عنه ولا تستمر فيه لفترة طويلة مثل الاكتئاب العادي.

طبعًا لا يمكنني أن أصف لك أدوية بعينها؛ لأن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية لا يمكن علاجه في هذه الاستشارات، لأنه يتطلب فحصًا مباشرًا للحالة العقلية، ومتابعة لصيقة، فمهما حصل يجب أن تتواصل مع طبيب آخر تثق فيه، ولكن هنا يمكن أن نعطي نصائح وإرشادات عامة، لا يمكن علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية في مثل هذه الخدمات الإلكترونية وفي تلك الاستشارات، يمكن أن نعطي علاجات للوسواس القهري، أو القلق، أو الرهاب الاجتماعي، لأن كل هذه الاضطرابات يمكن تشخيصها فقط بواسطة التاريخ المرضي، ولا تحتاج فحص للحالة العقلية، أما في حالة اكتئاب اضطراب وجداني ثنائي القطبية لابد من فحص الحالة العقلية.

الشيء الآخر الذي يمكن أن أنصحك به ويمكن أن تستصحبه للطبيب الذي تقابله، هو أن هناك مثبتات مزاج أخرى قد تكون أكثر فعالية من الـ (كواتبين) والـ (كرونو)، ومن بينها الـ (ليثيوم) طبعًا، الليثيوم مثبت للمزاج فعّال جدًّا، وبالذات عندما يكون هناك حالات اكتئاب كثيرة، ومثبت المزاج الآخر هو الـ (لامتروجين) أيضًا أثبتت الدراسات أنه فعّال أيضًا وبالذات في حالة وجود اكتئاب.

فيمكن أن تستصحب أسماء هذه الأدوية الثلاثة - أخي الكريم - اثنين منها مثبتات للمزاج، وواحد مضاد للاكتئاب، وتُقابل طبيبًا آخر وتناقش معه إمكانية تغيير هذه الأدوية بواحد من هذه المثبتات، عسى الله أن يزيل عنك الاكتئاب، وسدد الله خطاك ورعاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً