الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نقص فيتامين (د) سبب لي آلاما في العظام.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ سنتين وبعد اهتمامي بعمل رياضة يومية وممارسة الرياضة المنزلية داخل المنزل شعرت ببعض الدوخة، وعدم الاتزان بشكل متقطع على فترات في اليوم، وهذه الدوخة ليست شديدة للدرجة التي تجعلني أجلس وأقع على الأرض.

المهم ذهبت للطبيب، وأفادني بعمل التحاليل، وكلها سليمة -ولله الحمد-، وأخذت بعض الأدوية الخاصة بالاتزان مثل بيتا سيرك وخلافه وذهبت الدوخة، وبعدها بفترة بدأت تظهر مرة أخرى وعملت فحوصات كاملة، والطبيب وجدها سليمة، ولكن وجدت شيئا غريبا أن تحليل (pt) كان (68) والطبيب رد بأنه عادي ما دامت الفحوصات الثانية سليمة، وأنني لا أنزف أو هناك تورم في رجلي، أعدت التحليل في معمل آخر ظهر (62) ونتيجة لكلام الطبيب قلت الحمد لله، وبدأت أنسى الموضوع.

بعدها بفترة شعرت بآلام في العظام لدرجة أنني أشعر بعدم الراحة عند الجلوس على الأرض أو حتى عند وضع يدي على المكتب، وحتى القدمين أشعر بأن هناك آلاما فيها في العظام، وعظام الصدر كذلك.

عملت تحاليل للكالسيوم واينونيز كالسيوم - rf وكلهم داخل المعدل الطبيعي، وأخيرا فيتامين (d) ووجدته 16 أو 14 تقريبا، وبعدها أخيرا عرفت سبب ما أنا فيه، وبدأت في أخذ عقار فيتامين (d)، وبدأت أجلس في الشمس، وبعد شهر أعدت التحليل ظهر تحسنا كبيرا وصل إلى تقريبا (53).

الغريب أن تحليل (pth) الغدة الجار درقية ظهر (100)، وبالتالي طبيب الروماتيزم أفاد بعرضي على دكتور غدد دكتور الغدد أفاد أن النسبة ليست عالية، وأعطاني دواء فيتامينات كالسيوم وماغنسيوم، وأفاد أن الكالسيوم عندي (9)، وهذه نسبة في المعدل ولكنها تزيد بالعلاج، وأن آلام العظام عندي بسبب هذا الموضوع، وأن الغدة الجار درقية زيادة لكي تعوض النقص القليل.

أخذت العلاج فترة وتوقفت، والآلام تظهر أحياناً وتختفي أحياناً أخرى، والحمد لله.

أحتاج للمشورة، وماذا أصنع بارك الله فيكم؟ مع العلم طول هذه الفترات أمارس لعبة كرة القدم وبشكل منتظم حتى الآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سنجيبك عن الشق المتعلق بآلام العظام ونترك موضوع عدم التوازن والدوخة لأصحاب التخصص.

الحقيقة إن ارتفاع هرمون جارات الدرق (pth)، ونقص فيتامين (d) كلاهما يؤدي إلى آلام في العظام.

أما بالنسبة لهرمون جارات الدرق فهو يعمل على ضبط نسبة الكالسيوم بالدم، والحقيقة هناك نوعين من الارتفاع لهذا الهرمون:

الارتفاع الثانوي للpth: وهو الأشيع، فعندما يكون هناك نقص في الكالسيوم ناجم عن نقص الوارد الغذائي أو يعود إلى خلل في وظائف الكلية (أي اطراح زائد للكالسيوم في البول) أو نقص فيتامين (d) فإن الغدد جارات الدرق تقوم بإفراز زائد لهرمون جارات الدرق، وهذا الهرمون يعمل على تفكيك الكالسيوم من العظام وطرحه بالدم؛ مما يؤدي إلى حدوث هشاشة عظام، وبالتالي آلام عظمية.

الارتفاع الأولي (pth): وهو الأندر، سببه أورام جارات الدرق، والذي يؤدي إلى زيادة إفراز الهرمون بغض النظر عن نسبة الكالسيوم بالدم.

بالنسبة لنقص فيتامين (d) إن آلية عمله تتلخص بالعمل على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء إلى الدم ونقله من الدم وتثبيته بالعظام، وبالتالي فإن نقصه يؤدي إلى آلام عظمية والشعور بالتعب والخمول، والحقيقة إن 90 بالمائة من فيتامين (d) تأتي من تكون الهرمون تحت الجلد وذلك نتيجة التعرض لأشعة الشمس وال10 بالمائة تأتي من تناول الأغذية الغنية بالفيتامين (د) كالبيض والتونا والسلمون والكبدة والفول السوداني.

الخلاصة إن المشكلة لديك حدثت من جراء نقص فيتامين (d) الذي أدى إلى نقص امتصاص الكالسيوم من الأمعاء (حتى لو كانت وجباتك غنية بالكالسيوم مثل الحليب والجبن) مما أدى لحدوث نقص كالسيوم الدم ارتفع على أثره هرمون (pth) لتعويض نقص الكالسيوم، وذلك بسحبه من العظام مما أدى لحدوث آلام العظام.

النصائح أخي الفاضل: المتابعة تحت إشراف طبيب غدد حتى تعود القيم المخبرية لفيتامين (d) والهرمون جارات الدرق (pth) والكالسيوم إلى القيم الطبيعية، مع تحسن حالتك الصحية ولا بأس من الاعتماد على مخبر تحاليل آخر للتأكد من دقة القيم سائلين الله -عز وجل- لك الشفاء العاجل.
---------------------
انتهت إجابة د/ صبحي محمد بسوت.....استشاري الأمراض العظمية والكسور.
وتليها إجابة د/ باسل ممدوح سمان.....استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة.
----------------------

بالنسبة لما يتعلق بالدوخة وحيث أن أسبابها واسعة جداً، ووصف الحالة الذي قدمتها عام وغير تفصيلي أو دقيق بما يتعلق بكيفية ظهور الدوخة ومدتها، وشدتها، وهل هي دوار حقيقي (الشعور بدوران المحيط حول المريض أو العكس)، أم أنها مجرد عدم اتزان؟ وهل تترافق مع اضطراب في الرؤية، أو تعرق بارد، أو اضطراب في السمع؟ وغيرها الكثير من الأسئلة, وعليه يفضل الفحص السريري لدى اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة حيث لا بد من فحص الأجهزة المسؤولة عن التوازن (الأذن الداخلية, العينين, الإحساس الذاتي بالوضعية في عضلات الرقبة والجذع وباطن القدمين), فالاختلال في وظيفة أي مما ذكر يؤدي للدوخة أو للدوار، بالإضافة لكثير من الأسباب الداخلية كفقر الدم، وهبوط الضغط، والسكر.

يمكن في العيادة الأذنية التفريق بين هذه الأسباب بالفحص المباشر، بالإضافة لبعض الاختبارات في وظيفة التوازن من خلال تمارين معينة يطلب من المريض أدائها ويتم تقييم التوازن خلاله.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات