الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الوساوس التي تحيط بي؟

السؤال

السلام عليكم

جاءني قبل شهر وفجأة أفكار تسلطية بشكل مخيف، بأني لست أنا، ولماذا أنا موجود أساسا؟ وأن هؤلاء الناس من حولي غير حقيقيين، وكنت أقاوم هذه الأفكار وأتناساها، ولكنها تسلطية علي بشكل غير طبيعي.

واليوم وبعد شهر من تسلط هذه الأفكار في رأسي أصبحت أرى أهلي والناس من حولي كأني أراهم لأول مرة، وكأني دخلت في عالم جديد لم أعرفه من قبل، وصارت حياتي عبارة عن كابوس، وأبكي كثيراً كلما حاولت أن أسترجع ذاكرتي، وأثبت لنفسي أني موجود منذ وقت بعيد، وأن هؤلاء الناس من حولي أعرفهم جيداً، وأن هذه هي أشكالهم لم تتغير، ولكني أصل لطريق مسدود، وتبقى الصورة في رأسي كأني أراهم لأول مرة.

الأفكار التسلطية لا تزال مستمرة، ولازلت أقاوم، وأصبحت أهرب للنوم وأنام كثيراً، أصبحت لا أفرح، ولا أستطيع أن أستمتع بالأشياء التي كنت أمارسها من قبل وأستمتع بها.

أنقذوني، ماذا أفعل؟ أنا لا أعرف نفسي الآن، ولا أعرف من أنا؟ ولا أعرف هل أنا في الواقع؟ أسعفوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأمر بدأ معك بوساوس، والوسواس فعلاً يؤدي إلى تساؤلات غريبة جدًّا في خُلد الإنسان، وهذا يتولّد عنه إحساس غريب، وفي بعض الأحيان يكون مكوّن القلق مرتفعًا جدًّا مع الوسواس، وهذا ينتج عنه ما ينتج عنه بشيء من اضطراب الأنّية، أو تبدُّد الذات، الإنسان يرى الأمور غريبة ومتحوّلة ومتحوّرة حوله دون أن يستطيع تحديدها بدقة شديدة.

هذا هو الذي حدث لك - أخي الكريم - وكلّه يقوم على القلق، هذه الأفكار يجب أن تُحقِّرها، يجب أن تتجاهلها، اهتمامك بها وإثارتها لفضولك وتفاعلك معها على هذا النحو هذا يزيد منها ويجعلها أشد وتكون أكثر إطباقًا، فيا أخي الكريم: تجاهلها، وعليك بتمارين الاسترخائية المكثفة، ارجع لاستشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015)، وطبِّق ما فيها وسوف يُريحك كثيرًا.

أيضًا على المستوى الاجتماعي أكْثِرْ من التواصل الاجتماعي، كن شخصًا إيجابيًا، كنْ دائمًا في مقدمة الصفوف، اجعل لحياتك معنى، وأنت الآن في عمر 24 سنة إذا لم تكن في مرفق دراسي جامعي أو فوق الجامعي فعليك بالعمل، قيمة الرجل موجودة في العمل، العمل يُحوّل قلقك السلبي إلى قلق إيجابي، فأرجو أن تحرص على ذلك.

عليك بأن تُكثر من الاستغفار، وأن تُصلّي الصلوات في وقتها، واحرص على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، واحرص على الدعاء، وتلاوة القرآن، كلها أمور تفرِّج الكُرب.

أيها الفاضل الكريم: إن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا أمرٌ جيد، وإن لم تستطع أعتقد أنك محتاج لأحد مضادات قلق المخاوف الوسواسي، وعقار سبرالكس - والذي يُسمَّى علميًا استالوبرام - سيكون دواءً مثاليًا بالنسبة لك، خاصة أنه سليم، ولا يُسبِّبُ الإدمان، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة جدًّا.

ابدأ بجرعة خمسة مليجرام ليلاً، الدواء يُوجد في عبوة عشرة مليجرام، اكْسَرْ الحبة إلى نصفين، تناول نصفها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة - أي عشرة مليجرام - يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام (نصف حبة) يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

الجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة ولمدة قصيرة، تُحسِّن عندك المزاج، وتزيل الوساوس والقلق. كن إيجابيًا في كل شيء، في التفكير، وفي المشاعر، وفي الأفعال، ولا بد أن تبحث عن عمل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً