الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صديقتي تشتكي أن والدها لا يشتري لها اللباس، كيف تقنعه؟

السؤال

السلام عليكم.

أردت أن أرسل لكم هذه الاستشارة منذ وقت طويل نيابة عن صديقة لي، اشتكت لي سلوك والدها الذي لا تدري كيف تتعامل معه.

والدها أب رائع كما تقول موظف براتب قليل، ولكن في وظيفة حكومية مستقرة، تقول عندما تطلب منه أن يشتري لها لباساً يشتكي لها من الغلا، لديها ملابس قديمة لا تصلح للبس، ووالدها يقول لها: إنه عليها أن تلبس اللباس حتى يتقطع، وعندها يشتري لها لباساً جديداً، وحتى إذا اشترى شيئاً لا بد أن يشتكي غلاء الثمن، مما جعل الفتاة تكره أن تطلب منه أي شيء.

تقول: إن لم يستطع تحمل تكاليفي فلماذا ولدني أصلاً؟! لا يحق له أن يشتكي أمامي! قلت للفتاة هل هو بخيل؟ قالت لا، فيما يخص الكتب لا يشتكي، يشتري لها ما تشاء، لأنه يؤمن بأهمية العلم، ولكن المظاهر لا تهمه، والفتيات تهمهن المظاهر، ستقولون: لديه راتب قليل! هناك أناس لديهم راتب قليل أيضاً ولكن يكرمون أولادهم، ما رأيكم في الوالد؟ هل شكواه مخالفة للشرع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مومنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختنا وبصديقتك- في موقعكما، ونشكر لك الاهتمام بأمر صديقتك، والسؤال نيابة عنها، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يوسع الرزق الحلال، وأن يحقق لنا ولكن وبكن الآمال.

نحن نتمنى أن لا يشكو الوالد لولده، ونرفض أن يكثر الشكوى لبناته، لكون البنات أشد حساسية وأكثر ضعفاً في هذه الجوانب، كما نرجو من بنتنا أن تتأقلم على وضع الوالد وأسلوبه، وأن لا تعطي الأمر أكبر من حجمه، ونقترح عليها أن تلاطف الوالد، وتقول له: أنت والدي الغالي، وأنا ليس عندي من أطلب منه سواك، وأسأل الله أن يبارك لك ويوسع عليك.

أؤكد لكن -بناتي- أن مثل هذه الأمور أغلى عندنا من الأموال، فالأب يسعد جداً عندما يجد الدعم المعنوي من أولاده، ويسعد أكثر بدعم وتشجيع بناته، ونحن لا نؤيد توقفها عن الطلب ولكننا ننصحها باختيار الوقت وانتقاء الألفاظ، وشكر الوالد على ما يقدمه لها ولكل أفراد الأسرة، وأنصح بناتي والأبناء بأن يحسنوا الاستماع لما يقوله الوالد أو الوالدة مهما كان ثم يفعلوا ما هو خير وطاعة وصواب.

الأمر كما قال الشاعر: (قد سرك من أرضاك ظاهره) لكن من الأبناء من يجادل الوالد أو الوالدة حتى يقول: أنتم ما تعلمتم ولا تطورتم أو هذا كلام قديم، أو نحو ذلك من الألفاظ التي قد تؤثر على الوالدين، رغم قناعتى بأن من الآباء والأمهات من عنده قناعات ترجع إلى مئات السنين، يعني فقط تحسنون الاستماع ثم تفعلون ما هو مقبول ومعقول.

هذه وصيتنا لك ولبتنا بضرورة تجنب عبارات مثل: إذا لم يستطع تحمل تكاليفي أو لا يحق له أن يشتكي، بل أرجو تجنب التفكير بالطريقة المذكورة، وغداً ستصبحن أمهات، وستدركن صعوبة الحياة وعظمة الأدوار التي يقوم بها الآباء، وستدركن المشاعر الحقيقية الكامنة في نفوس الوالدين تجاه أبنائهم وبناتهم.

أسأل الله لكن التوفيق وأكرر الترحيب بكن في الموقع، وبارك الله في بنات المسلمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً