الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أضيف دواء آخر مع اللوسترال؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 30 عاما، موضوعي عن دواء اسمه لوسترال أو زولفت، بدأت أستخدمه بعد استشارة سابقة رقم 2375759 بجرعة نصف حبة ملغ لمدة أسبوعين، بعدها رفعتها لحبة 50 ملغ، لمدة 3 أسابيع -والحمد لله- أحسست بتحسن طفيف بعد مرور شهر، لأني كنت أعاني من وسواس الموت والمرض والقلق والتوتر، والقولون العصبي، ولكن مازلت أشعر بوسواس الموت والقلق، وتشتت الأفكار، وأشعر أني غريب ولم أعد كالسابق، فأنا أريد أن استرجع شخصيتي الحقيقية وثقتي بنفسي.

تأتيني تخيلات مزعجة كالقتل، أو حادث شنيع سيحدث لي، ومشاهدة ابنتي وزوجتي ميتتين، رغم أني أصرف هذه الوساوس والتخيلات، إلا أنها تأتيني بشكل قهري.

الحمد لله أنا محافظ على صلواتي، وكثير الذكر وقراءة القرآن، وأشعر بوخز وتنميل بالأطراف وتحرك أصابع القدمين بشكل غير إرادي مع نفضة بالرجلين، ورغبة بالصراخ تزداد مع قراءتي القرآن والذكر.

هل يمكن للعين والحسد أن تصيب الإنسان بالأمراض النفسية؟ وهل أستمر على جرعة 50 لوسترال، لشهر آخر، أم أرفعها إلى 100 مغ؟ وهل يمكنني إضافة دواء آخر مساعد كالدوجماتيل؟

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، الزوالفت أو لسترال الذي يعرف باسم سيرترالين من الأدوية الرائعة جداً في علاج القلق والوساوس والمخاوف وكذلك الاكتئاب، بالنسبة للوساوس القلقية -كما في حالتك- الجرعة المطلوبة هي على الأقل 100 إلى 150 مليجراما يومياً، علماً بأن الجرعة الكلية هي 200 مليجرام، لكن قد لا تحتاج لهذه الجرعة، ارفع الجرعة إلى 100 مليجرام يومياً، وهذه جرعة وسطية ما دمت قد استفدت حتى ولو بتحسن بسيط من جرعة 50 مليجراما، فهذا يعني أن جرعة 100 مليجرام سوف تفيدك بصورة فاعلة جداً، وبعد مضي شهرين من تناول 100 مليجرام إذا لم تحس بتحسن حقيقي يمكن أن تتناول 150 مليجراما يومياً، تناول 50 مليجراما صباحا و 100 مليجرام ليلاً، وهذه قطعاً جرعة ممتازة وستؤدي إلى التعافي إن شاء الله تعالى.

الشيء الأساسي هو أن ترفع الجرعة الآن إلى 100 مليجرام وتلاحظ نفسك، وفي ذات الوقت، كثف جهدك السلوكي لتتحسن، تحقير الخوف والوسوسة وتجاهلها، وأن تشغل نفسك بما هو مفيد أخي الكريم، وأن تتواصل اجتماعياً، وأن تجتهد في عملك، وأن تكون حسن التوقعات، هذه كلها علاجات وعلاجات مفيدة جداً، كما أن التمارين الاسترخائية لها أهمية كبيرة لعلاج مثل هذه الحالات، خاصة الأعراض النفسوجسدية، أعراض القولون العصبي، الشعور بالوخز والتنميل، هذا كله قد يكون ناتجاً من القلق، وهنا التمارين الاسترخائية والرياضة تلعب دوراً كبيراً جداً، التخيلات التي تأتيك يجب أن تقطع دابرها من خلال تجاهلها وتحقيرها حين تكون في بداياتها، أي حين تبدأ معك كخاطرة وقبل أن تتحول إلى فكرة، اصرف انتباهك عنها تماماً.

بالنسبة لإضافة دواء آخر: بالنسبة للوسواس أفضل دواء أنصح باستعماله هو الرزبيريادون وليس الدوجماتيل، الرزبيريادون بجرعة صغيرة كـ 1 مليجرام ليلاً قد يكون مفيداً جداً في بعض الحالات، ولكن في حالتك أعتقد قد لا تحتاج له.

أخي الكريم: موضوع العين والحسد والسحر هذا كله موجود، لكن الإنسان مكرم والله خير حافظ، ودائماً أنا أنصح الناس أن لا تخوض في هذه الأشياء، لأن الحقائق مختلطة كثيراً بما هو ليس حقيقي، والإنسان يؤمن بوجودها ويسأل الله تعالى أن يحفظه من هذه الشرور، وأن تكون قوياً ولديك ثقة في نفسك، والإنسان حين يحافظ على صلاته وورده القرآني وأذكار الصباح والمساء لن يصيبه مكروه أبداً بإذن الله تعالى، معظم هذه الحالات حالات طبية وليس لها علاقة بالعين والسحر والحسد كما أراه.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً