الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع أسرتي التي تعاملني بقسوة وعدم احترام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أن عائلتي لا تقدرني ولا تحترمني، علما أنهم يعترفون أني طيبة القلب، ومع ذلك أجد منهم الظلم والاحتقار والتنمر والإهانة، ويعتبرونني شخصا انفعاليا، مسببا للمشاكل ولا يعتدون برأيي.

أنا ساذجة، أفرح بأقل كلمة وأنسى الإساءة سريعا مع المعاملة اللطيفة، وقد جربت طرقا عديدة، واجهتهم بما يفعلونه معي، فأنكروا ذلك واعتبروني شخصا مريضا نفسيا، تجاهلتهم لكنهم صاروا أسوأ من قبل، عاملتهم بالمثل ولم أنجح في التعايش مع الوضع.

أنا لست ضعيفة، وأستطيع المواجهة، لكن المضايقات الوقحة غير المباشرة أنزعج منها، وتفسد حياتي، فضلا عن عائلة كاملة تعاملني هذه المعاملة! تسببت في تدمير ثقتي في نفسي، صرت بالكاد أنجز، وإذا أنجزت شيئا، أرى منهم الحسد والكراهية، خاصة أصحاب الشخصيات النرجسية، المتسلطون علي بشكل كبير، علما أنهم يساندون بعضهم ويقدرون مواقف بعضهم، أحيانا يتظاهرون بأنهم لا يودون جرح مشاعري، ويستمرون في وقاحتهم.

جعلوني أكرههم، وأتمنى لو أظهر كراهيتي لهم علنا، لأني لم أعد أتحمل، وهذا أثر على صحتي كثيرا، قلبي يؤلمني بشدة عندما أحزن وأنزعج منهم، وهذا يحصل لأني كتومة، وصرت في حالة يأس، ولا أعرف كيف أتصرف!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sun07 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- كونك طيبة القلب بمعرفتك بنفسك وإقرار وشهادة أهلك، فهذا من فضل الله عليك، ولا شك أنها نعمة تستوجب الشكر بالقول والعمل والقلب، ومنه الثبات على هذه الخصلة الكريمة، وهي دليل حسن الدين والخلق (إلا من أتى الله بقلب سليم)، وفي الحديث: (إنما الأعمال بالنيات)، فاحتسبي ثواب هذا الخلق الكريم ولا تبالي أو تبالغي بسوء ردة فعل الناس والأهل؛ إذ المهم إرضاؤك وطاعتك لربك (إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى).

- التخفيف من الاحتكاك بهم من غير عزلة ولا استفزاز لهم.

- لم تبيّني بعضاً من سوء احترام أهلك لك، فتأكدي من سوء نواياهم وسلوكهم معك وكونهم فعلاً لم يريدوا الإساءة ولم يتعمدوا الإيذاء والجرح لمشاعرك، والدخول مع أعقلهم وأطيبهم في حوار هادئ، وبيان انزعاجك من سلوكهم، فلربما أسأت الظن أو الفهم لسلوكهم وهو أمر مهم ومحتمل وأنت أدرى بصحته.

- ضرورة التحلي بالثقة بالنفس وقوة الإرادة، وذلك بتعميق الإيمان وطلب العلم وتطوير ذاتك وقدراتك العلمية والعملية، والتعامل بصبر وهدوء وحكمة لإرغام الجميع على تقديرك، والمرء – كما يقال – حيث يضع نفسه.

- ثقي بأن تغيرهم كلهم أو أكثرهم هو الأصل والواجب، بشرط عدم اليأس والقنوط من رحمة الله ومن قدرتك وقدرتهم على الهداية والتغيير.

- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء؛ فإن (قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء) كما صح في الحديث، وقد قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم).

والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً