الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي قلق نفسي وخوف عند الخروج من المنزل وعند الصلاة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 25 سنة، من المدينة، حالتي غريبة نوعاً ما، قلق وخوف وشعور بفقدان السيطرة عند خروجي من المنزل، لا أعرف الأسباب بالضبط، لكن لي سنتان، وتأتي مرات معينة مثلا كل شهر تستمر معي لمدة أسبوع، وغالباً بعد ما أستيقظ من النوم، والأمر يكون طبيعياً بحيث أخرج وأذهب لأي مكان، ولا أشعر بالقلق والخوف، لكن بعد فترة من الوقت تقريباً 5 أو 6 ساعات تأتي الحالة.

أخاف أخرج من المنزل، وأخاف أن أذهب إلى الصلاة، لا أعرف لماذا تأتيني هذه الأمور! هل هو مرض نفسي أو عقلي؟ لأني مرات أشعر أني أفقد السيطرة على نفسي، أحس الدنيا تكون غريبة، وأفكر أن أرجع إلى بيتي بسرعة.

الحالة جدا أتعبتني، أرجوكم، ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه هو مرض نفسي، وليس عقلياً، ويتمثل في قلق وتوتر ورهاب، رهاب الخروج من المنزل، وهذا مرتبط بهذه الحالة التي تشعر بها من قلق وتوتر -يا أخي الكريم- لأن الخوف طبعاً إذا خرجت من المنزل وجاءت هذه الحالة، قد لا يكون هناك أحد لمساعدتك وتفقد السيطرة.

كل هذه يا أخي الكريم أعراض قلق وتوتر، وهو اضطراب نفسي، وليس عقليا، لا توجد هناك أعراض اضطراب عقلي؛ لأنها تكون عادة متمثلة في الهلاوس والضلالات الفكرية يا أخي الكريم.

-الحمد لله- أنها غير مستمرة طوال الوقت، وتأتي في أحيان معينة، ولكنها تسبب لك ضيقا وقلقا، وأرى أنك قد لا تحتاج إلى أدوية، ولكن قد تحتاج إلى علاج نفسي ليساعدك في التخلص من هذه الحالة، ومنها هذه الأعراض التي تقلقك كثيراً، ما عليك إلا التواصل مع معالج نفسي إن استطعت لمساعدتك في كيفية التعامل مع هذه الأعراض، وفي كيفية المساعدة على التحكم فيها، أو تجاهلها حتى تختفي.

هناك أشياء يمكن أن تفعلها أنت بنفسك مثل المشي، المشي يساعد يا أخي الكريم، ولو كان في دائرة المنزل، فهو يؤدي إلى الاسترخاء، وفي نفس الوقت يطمئنك عند الخروج من المنزل، وأيضاً الرياضة في داخل البيت، تمارين رياضية أيضاً تساعدك كثيراً، ولا تنس المواظبة على الصلاة، وبالذات صلاة الجماعة حتى وإن كان هناك صعوبة يا أخي الكريم، ولكنها تساعدك في زيادة الطمأنينة، وراحة البال، وتكون جزءا من العلاج السلوكي بإذن الله.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً