الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس القلب، فكيف أتخلص من هذا الوسواس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 25 سنة، لطول 1.79 سم، الوزن 76 كيلو، ضغط الدم 110 \70 ، أعزب، أعاني من كثرة التفكير في وسواس القلب، أعاني من هذه الأعراض منذ ما لا يقل عن سنة، ذهبت لثلاثة من أطباء القلب، وكلهم أخبروني بأن القلب سليم، حيث أصابني ذلك الوسواس بعد شعور بنبضة في أعلى فم المعدة، ومع كثرة التحاليل خف عني الوسواس.

كنت محافظا على صلاتي، ولكني الآن أصليها بتقطيع، مدخن بمعدل سيجارة كل ساعتين ونصف، فما علاج حالتي وما نصيحتكم لي؟

ولكم جزيل الشكر والأجر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رجب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في أول مشاركاتك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي الكريم: الذي لديك هو مخاوف مرضية أو ما نسميه بقلق المخاوف من الأمراض، وهو قطعاً لا يخلو من شيء من الوسوسة، والخوف حول القلب وأمراضه كثير منتشر؛ وذلك لأن موت الفجاءة قد كثر، وأن الناس تعتبر القلب هو مركز الحياة.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن تحقر هذا الفكر، قلبك إن شاء الله سليم، وقد أكد لك الأطباء ذلك، ابن قناعات بأنك بالفعل شخص سليم في نفسك وجسدك وفكرك وحتى دينك، هذه القناعات ضرورية، وعش حياة صحية من خلال:

ممارسة الرياضة باستمرار، احرص على النوم الليلي المبكر، تجنب النوم النهاري، غذاؤك يجب أن يكون متوازناً، وعليك التوقف من التدخين، عليك أن تصلي الصلاة في وقتها ومع الجماعة، وتلتزم بكل مقتضيات الدين المعروفة.

أخي الكريم: أريدك أن ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، وأريدك أن تطور نفسك على المستوى العملي والمهني، ويجب أن تلتزم بالواجبات الاجتماعية تشارك الناس في مناسباتهم، زيارة الأرحام، الأصدقاء، أن يكون هنالك بناء ونسيج اجتماعي متميز، بر الوالدين، السعي لتطوير الأسرة والمشاركة إيجابياً في استقرارها هذه يا أخي كلها علاجات لأنها تصرف انتباهك عن التفكير في الوسوسة.

وأبشرك أنه توجد أيضاً أدوية ممتازة جداً تعالج هذا النوع من قلق المخاوف:

هنالك دواء يسمى زوالفت هذا هو اسمه التجاري ويسمى علمياً سيرترالين، وربما تجده في ليبيا تحت مسميات تجارية أخرى، ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة أي 25 مليجرام من الحبة التي تحتوي على 50 مليجرام تناولها لمدة 10أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة أي 50 مليجرام ليلاً لمدة شهراً، ثم اجعلها حبتين ليلاً أي 100 مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا دواء فاعل وسليم جداً، وسوف يزيل عنك قلق المخاوف هذا مع ضرورة أن تطبق الإرشادات السلوكية والاجتماعية والنفسية السابقة التي ذكرتها لك.

أيها الفاضل الكريم: كجزء من الحياة الصحية أريدك أن ترتبط بطبيب الأسرة أو طبيب باطنية تقابله مرة كل 6 أشهر مثلاً؛ وذلك من أجل إجراء الفحوصات الطبية الروتينية، هذا يبعث فيك إن شاء الله طمأنينة كبيرة جداً..

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً