الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطرابات القلق والتوتر وضغط الدم العصبي غير الثابت.. كيف أعالجه؟

السؤال

السلام عليكم.

سعادة المستشار الدكتور/ محمد عبد العليم تحية طيبة لشخصك الكريم، ولمجهودك الغزير جعله الله ثقلا في ميزان حسناتك، وأعطاك الله الصحة والعافية، وبعد:
حالتي بدأت منذ ثلاث سنوات، جاءتني نوبة شديدة من القلق والارتعاش، وقضيت ليال لا أستطيع النوم إلى درجة أن رأسي كلما تحول إلى شيء صلب كالحجارة، ذهبت إلى طبيب عصبية ونفسية، وأجرى لي رسم مخ، وصنف حالتي بأنها توتر شديد، وأعطاني (ديباكين كرونو 500، واولانزابين 10، وديبرام سيتالوبرام20)، أخذت الأدوية لمدة سنة ونصف، وتحسنت حالتي بفضل الله تعالى، ثم أوقفتها بالتدريج رغم الآلام التي واجهتها من القيء والضغط والصداع.

أنا الآن متوقف عنها، صار لي عام، ولكن بين كل حين وآخر تأتيني هجمات تشبه الزلزال، انسداد فالحلق، وضيق تنفس، وسخونة، وتوتر وعرق، ولا أتحمل الأصوات، وإذا حدث صوت مفاجئ أفزع، ولا أستطيع التركيز، ولا إكمال أي برنامج في التلفاز ثم تذهب النوبة وهكذا، وكذلك أعاني من ضغط الدم الغير ثابت، فعندما آخذ الاندرال 10 صباحا ومساء يصبح ضغطي عاديا، وأحد الأطباء قال: إنه ضغط عصبي توتري غير ثابت، والدليل أنه استجاب للانرال 10.

ذهبت إلى طبيب نفسي: وقال لي: علاجك هو هذا الدواء (لوسترال 50 نصف حبة) لمدة 5 أيام، ثم حبة يوميا باستمرار، وقال لي: كنت لا أريد أن أعطيك أدوية مرة أخرى، فحالتك عادية، وأن تستمر على الاندرال إلى أن يفرج الله همك، ولكن أنت الآن تحتاج للدواء، وأنا في حيرة من أمري بسبب خوفي من الدواء، وأن أصبح عبدا له ولا أستطيع الإقلاع عنه، وكذلك النظرات الاجتماعية لمن يأخذ الأدوية خصوصا أن عمري 28 عام، ومقبل على الزواج، وكذلك لما أعرفه من صعوبة هذه الأدوية خصوصا في بدايتها، وعند الإقلاع عنها.

أريد نصيحتك أستاذنا الفاضل، ماذا أفعل؟ هل آخذ الدواء؟ هل حالتي تحتاجه الآن؟ ما البرنامج العلاجي والمدة التي أتبعها؟ هل هو العلاج المناسب لحالتي؟ هل أزيد جرعة الاندرال إلى 20 صباحا ومساء، ربما تستقر حالتي ولا أحتاج الدواء؟ هل انتكست؟

مع العلم أن الأعراض الأصلية كانت شديدة جدا عن ما أنا عليه الآن؟

وعذرا أستاذي الفاضل على الإطالة، وجمعنا الله في الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية -أخي الكريم- وبارك الله فيك على كلماتك الطيبة في حق هذا الموقع وشخصي الضعيف، واسأل الله أن ينفع بنا جميعاً، كما تفضلت أ-يها الفاضل الكريم- النوبة التي أتتك هي في ظاهرها هي نوع من القلق التوتري الشديد، والطبيب أعطاك أدوية وهي دباكين كرونا وأولانزبين واستالبرام هذه الأدوية تستعمل غالباً في اضطرابات المزاج، وعموماً أنت بعد ذلك توقفت عن الدواء وظللت دون أدوية لمدة عام وأصبح لديك شيء بسيط مما يمكن أن نسميه أعراض نفسوجسدية في ما تحسن به من انسداد في الحلق وهجمات أو هبات تشبه الزلزال، وضيق التنفس، وسخونة والتوتر وعرق، ولا تتحمل الأصوات هذا دليل على وجود القلق أو أن النواة القلقية لا زالت موجودة.

هون عليك -أخي الكريم- هذه الطاقات النفسية مطلوبة في حياتنا لكن حين تشتد قد تتحول إلى طاقات سلبية، أريدك أن تتدرب بكثافة على تمارين الاسترخاء فهي مفيدة جداً إسلام ويب لديها استشارة رقمها 2136015 أرجو أن ترجع إليها، وتحاول أن تطبق ما بها وتستفيد منها، الأسس العلاجية الأخرى هي تكثيف النشاط الاجتماعي، بل القيام بالواجبات الاجتماعية هذا وجدناه من أفضل التطبيقات النفسية والسلوكية، الالتزام بالصلاة مع الجماعة في المسجد، تلبية الدعوات، تقديم واجبات العزاء، زيارة المرضى في المستشفيات، تفقد الأرحام، الذهاب إلى المكتبات العامة، الترفيه عن النفس مع بعض الأصدقاء، ممارسة رياضة جماعية ككرة القدم هذه يا أخي كلها علاجات ممتازة تزيل القلق التوتر تجعل النفس في حالة انبساطية، وتجعل الفكر إيجابياً، فأحرص على ذلك أخي الكريم.

عليك أيضاً أن تنظر للمستقبل بصورة تفاؤلية وأن تكون حسن التوقعات، وأن تحسن إدارة وقتك، وأن تكون لك آمال وطموحات وتضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك، هذه الإرشادات مهمة جداً، وهي تمثل عناصر أساسية في العلاج، أما العنصر الأخير وهو عنصر الدواء فأنا أراه أيضاً مهم؛ لأن سببية هذه الحالات النفسية لا يستبعد أبداً أن تكون متعلقة بشيء من اضطراب في كيمياء الدماغ، وقطعاً ما هو بيولوجي أو كيمائي لا يعدل إلا من خلال البيولوجي وما هو كيمائي أيضاً وفي هذه الحالة هو الدواء، لسترال دواء بسيط دواء سليم فاعل جداً، وأنا أعتقد أنك تحتاج له لمدة قصيرة وبجرعة صغيرة، ما أنصحك به الطبيب صحيح أن تبدأ بنصف حبة كجرعة تمهيدية، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة أي 50 مليجراما، وهذه جرعتك العلاجية الوقائية والتي أرى أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعل الجرعة 25 مليجراما أي نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر ثم توقف عن تناول الدواء، بهذه الكيفية أخي تكون قد أوفيت الناحية العلمية حقها فيما يتعلق بتناول الدواء، علماً بأن الجرعة الكلية للسترال هي 4 حبات في اليوم أي 200 مليجراما، والذي وصف لك يعتبر هي بدايات الجرعة الفاعلة، فلا تنزعج خاصة أن الدواء سليم.

بالنسبة للاندرال -أخي الكريم- أنا أعتقد أن 10 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين سوف تكون أفضل وكافية، ولا داعي لـ 20 مليجراما وبعد انقضاء الشهرين تناول الاندرال أيضاً بجرعة 10 مليجرام يومياً في الصباح لمدة شهرين ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله، أنا لا أرى حالتك انتكاسة إنما هي نوع من الهفوة كما أحب أن أسميها وإن شاء الله سوف تزول.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً