الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فشلت في الحصول على عمل وفقدت ثقتي في نفسي بسبب والدي، انصحوني.

السؤال

السلام عليكم.

أشعر بالغضب من نفسي والآخرين، خاصة والدي والذي ألومه على عدم ثقتي في نفسي، ولأني فاشلة، حيث كل صديقاتي يعملن وأنا عاطلة، أحيانا ألوم نفسي لأني لا أسعى بشكل كاف، لكن والدي يرفض فكرة العمل، كما إنه ضد فكرة الدراسة بالنسبة للفتاة، وأيضا صرت أخاف من كل شيء، ولأني تعرضت للظلم أصبحت هجومية.

أحتاج منكم نصائح تخرجني مما أنا فيه، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويرزقك رضا والديك، ويحقق لك الآمال.

- اعلمي أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن هذا الكون ملك لله، وأنه لن يحدث فيه إلا ما يقدره الله، وواجب علينا بذل الأسباب ثم التوكل على الله تعالى، وأن أهل الأرض لو اجتمعوا لينفعوا إنسانا لا يمكن أن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، وإن اجتمعوا وخططوا وكادوا ليلحقوا به الضرر لن يستطيعوا إلا بشيء قدره الله عليه، فاستعيني به وتوكلي عليه، واعلمي أن الخير في يديه، ولا تلومي نفسك ولا غيرك على شيء لم يقدره الله، وقد قال ابن مسعود -رضي الله عنه-:" ولا تلومن أحدا على ما لم يعطك الله".

- وننصحك بالانتباه لما أولاك ربنا الكريم من النعم، ثم قومي بشكرها حتى تنالي بشكرك لها المزيد، وتذكري أن نعم الله مقسمة بين عباده، وكلنا صاحب نعمة، وربنا إذا منع شيئا فإنه يعطي أشياء، وليس في منعه دليل على غضبه، كما أن عطاءه لا يدل على رضاه، ولكنه يختبرنا بالمنع والعطاء ويأجرنا على الصبر والشكر، قال عمر بن عبد العزيز:" كنا نرى سعادتنا فيما يقدره الله"، وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:" لو كشف الحجاب ما تمنى أصحاب البلاء إلا ما نزل بهم". وذلك لأن اختيار الله لنا أفضل مما نتمناه لأنفسنا.

- وعليه فنحن ننصحك بما يلي:
1- الاستمرار في اللجوء إلى الله، مع الاستمرار في البحث وبذل الأسباب، ولا تستعجلي ولا تتضجري فلكل أجل كتاب.
2- عليك بالقرب من الوالدين والتماس رضاهما، فإن ذلك من أسباب التوفيق للخيرات.
3- نوصيك بالنظر إلى نية الوالد، وانتبهي لحرصه عليك، واحملي رفضه للعمل على أحسن المحامل.
4- احرصي على تطوير مهاراتك، واحشري نفسك بين الصالحات حتى منهن صديقات صالحات ناصحات.
5- ابتعدي عن التضجر والتسخط والاستعجال، وأظهري رضاك بكل ما يقدره الكبير المتعال.
6 استمري في التواصل مع الموقع واستفيدي من التوجيهات.
7- أوقفي اللوم لنفسك وللآخرين، واجعلي همك إرضاء رب العالمين.
8- جردي قلبك من الحسد والكبر، وكوني في حاجة الضعفاء، يكن الله في عونك.
9- تسلحي بالصبر، واعلمي أن العاقبة لأهله.
10 انظري للحياة بأمل جديد وبثقة في الله.

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وأن يجعلنا جميعا ممن إذا أعطوا شكروا، وإذا منعوا صبروا، وإذا أذنبوا استغفروا، ورجعوا، نكرر لك الشكر على التواصل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً