الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب أحلامي الكثيرة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا زوجة وأم، تزوجت خارج بلدي منذ أكثر من 25 سنة، لدي 3 أولاد، ولد وبنتان، بالترتيب البنتان في المرحلة الجامعية، والولد تخرج.

عشت في بداية زواجي مشاكل لا حصر لها في كل نواحي الحياة، في العلاقة الحميمية، والحياة الاجتماعية والأسرية والمادية، لا يوجد أي توافق بيني وبين زوجي من أي ناحية.

كنت أسافر كل 4 أو 5 سنوات بسبب الحالة المادية المتعثرة، والآن أنا أعيش حالة سلام وهدوء مع نفسي وبيتي، أقرأ أذكاري بانتظام في الصباح والمساء، وقبل النوم أصلى فروضي كلها في وقتها، ولي نوافل كثيرة جدا، ومنها صلاة الضحى، ولي وردي اليومي من القرآن عدا ما أحفظه.

مشكلتي: عندما أنام أعيش سلسلة متواصلة من الأحلام، ليست كوابيس، ولكنها حكايات من كل مكان، مما حصل في اليوم نفسه، وكثير كثير جدا في زميلات الدراسة في المرحلة الابتدائية والإعدادية، وفي الأموات بشكل شبه يومي.

أستيقظ من النوم وكأني كنت في عمل متواصل، أقوم متعبة جدا، فهل لهذا الأمر من تفسير وحل طبي أم هو نفسي؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ باكينام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالرغم من أنك ذكرت أنك الآن تعيشين بسلام وهدوء مع نفسك، والحمد لله مواصلة في الأذكار والصلاة وقراءة القرآن، ولكن يبدو أنه ما زال هناك ترسبات من الماضي في داخلك؛ وإلا لما ذكرته في الاستشارة، ويبدو أن هذا الشيء الذي ما زال في داخلك هو الذي يؤدي إلى هذه الأحلام المزعجة أحياناً.

الأحلام يا -أختي الكريمة- ما هي إلا انعكاس لكما ذكرت أنت، لما نعيشه في أثناء اليوم وما نحس به، فإذا كنا في حالة قلق فالأحلام كلها تدور حول هذا الشيء، يكون فيها قلق ومناظر خوف وموت وهكذا، ولعل هذا هو سبب التعب الذي يحصل في الصباح، وكل الناس يحلمون ولكن ليس كل شخص يستطيع أن يتذكر الأحلام، فواضح أنك من الناس الذين يتذكرون أحلامهم، وكما ذكرت معظم أحلامك تدور في الحياة اليومية، وأحياناً كما ذكرت تذكرين الأموات وهكذا.

على أي حال قد لا تحتاجين إلى أدوية، ولا يؤشر هذا إلى وجود اكتئاب أو مشكلة كبيرة، ولكن إن استطعت أن تجدي شخصا تتكلمين أكثر عما حصل معك من الماضي حتى تخرجيه من داخلك، وتستطيعي أن تمارسي نوعا من الرياضة الخفيفة، وأي هوايات أخرى مع قراءة القرآن والصلاة والأذكار، كل هذا سوف يساعدك على الاسترخاء أكثر، وإذا تم الاسترخاء فسوف تكون الأحلام أحلاما هادئة ورائقة، ومن ثم بإذن الله يختفي التعب في الصباح عند الاستيقاظ من النوم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً