الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجا مناسبا لحالتي النفسية، فما توجيهكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: شكرا لجهودكم الجبارة وخدماتكم الإنسانية لمساعدة المرضى من جميع النواحي العلاجية الطبية والسلوكية والدينية.

سأحاول الاختصار، أعاني من ضيقة مستمرة، وقلق واكتئاب، لدرجة أنني لا أخرج من المنزل، وعملي حر ويتطلب التواصل مع العملاء بالجوال والواتس أب، ويحتاج إلى إعلانات، وقد بدأت أضعف وأتوتر جدا من استفسارات وردود العملاء لدرجة أني بدأت أخسرهم، وضعفت مبيعاتي جدا، وكذلك حياتي بشكل عام مع الناس ومع بيتي.

ما أعانيه ضيقة وقلق دائم من أي شيء، أو من مشكلة، أو من المستقبل، وأحس باكتئاب وعزلة، ولا أرغب بالقيام بأي شيء، وسبق تناولت سيبرالكس مدة تسعة شهور، ثم بعده لوسترال سيبرالكس استفدت منه نوعا ما، ولكن ارتفعت الدهون الثلاثية جدا، والكوليسترول وفتح الشهية للأكل، وزاد وزني في حدود ١٨ كيلو، وأيضا التأخير بالقذف بالجماع مزعج جدا.

والأن أعاني من آلام بفم المعدة شديدة، وبالمنظار قال الطبيب: التهاب خفيف، وأعطاني العلاج مع دوجماتيل لمدة شهر، وما زلت أستخدمه لمدة ستة شهور، وبدأت لا أستفيد منه، حقيقة بما يخص القلق، أريد توجيهكم بعلاج للاكتئاب والقلق والتوتر، ويكون أعراضه الجانبية غير مزعجة، ولا يرفع الكوليسترول والدهون، ولا يؤخر القذف.

مع العلم أنني أعاني من النقرس، وأستخدم علاج أجاوت، والتهاب بالمعدة، وأستخدم بيتانزول وأحيانا لا نزور.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فطالما أثّر الاكتئاب على حياتك وعملك فطبعًا لابد من العلاج، ومضادات الاكتئاب من فصيلة الـ SSRIS هي الأدوية الآن أكثر استعمالاً في علاج الاكتئاب، وللأسف السبرالكس الذي تحسَّنت عليه زاد الوزن، وهذا سبَّب زيادة الكولسترول والدهون، زيادة الوزن هي التي تؤدي إلى هذا، وكن من الممكن أن تستمر في السبرالكس طالما تحسَّنت عليه، ولكن تعمل حسابك في موضوع الأكل، تتجنب النشويات والدهون، وتمارس الرياضة اليومية. هذا من ناحية الوزن.

وطبعًا تأخير القذف أيضًا من أعراض السبرالكس للأسف الشديد.

الدوجماتيل ليس مضادًا للاكتئاب، ولكنه يُعالج القلق والتوتر.

فتحتاج لمضاد اكتئاب آخر – أخي الكريم – ولعلَّ الفلوكستين/بروزاك قد يكون مفيدًا في موضوع الوزن، فهو لا يزيد الوزن، ولكن للأسف أيضًا قد يؤخّر القذف.

فإذا كنت تحتاج إلى دواء لا يزيد الوزن ويؤخّر القذف فالفلوكستين هو ذلك، ولكن إذا كنت تحتاج إلى دواء لا يزيد الوزن ولا يؤخّر القذف فهنا تكون الخيارات محدودة، ولعلَّ دواء الـ (زايبان Zyban) أو الـ (برنتلكس Brintellix) وهو مضاد للاكتئاب جيد، ولكنه غالي الثمن، يكون دواء مناسبًا، ويجب أن يتم كل ذلك – أخي الكريم – بالتشاور مع طبيبك النفسي.

وألفت نظرك إلى العلاج السلوكي المعرفي – أخي الكريم – فالعلاج السلوكي المعرفي ليست له آثار جانبية مثل زيادة الوزن طبعًا، أو تأخير القذف، فهو علاج نفسي في المقام الأول، وقد يفيد فائدة كبيرة في علاج الاكتئاب، وبالذات إذا كان علاج الاكتئاب متوسط أو خفيف.

فمع تناول الدواء يمكنك – أخي الكريم – أن تُجرِّب العلاج السلوكي المعرفي، وبعد ذلك عندما تتوقف عن الدواء لا تَعُد الأعراض مرة أخرى.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً