الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن يسبب الافكسور هذه الأفكار؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أرجو مساعدتي في هذا الابتلاء الشديد.

في البداية ركزت مع نفسي في الانتصاب، فلم يحدث، فذهبت إلى طبيب نفسي؛ لأني متأكد أنها ليست مشكلة عضوية، فوصف لي افكسور 75 قرصا واحدا يوميا، بعد 3 أيام من تناوله بدأت تراودني أفكار في الانتحار، وأذية النفس، وأذية أقرب الناس لي، وأفكار أخرى أخجل من ذكرها.

هذه الأفكار سببت لي رعبا، وتوقفت عن أخذ الدواء، وذهبت إلى الطبيب، فوصف لي لوسترال 50 قرصين بعد الغداء، وبيوبركس 7.5 نصف قرص عند النوم، أنا مستمر على هذا الدواء، لي أربعين يوما، تحسنت بنسبة بسيطة.

هناك بعض الأسئلة أرجو من حضراتكم الرد عليها، هل الافكسور هو الذي سبب هذه الأفكار؟ حيث إنه يوجد بالنشرة الخاصة به أنه يسبب هذا، وإذا كان هو الذي سبب هذا، فما الحل؟ وهل هذا وسواس قهري أم أنه حالة عارضة سببها الدواء؟ وهل سأعود يوما إلى حالتي الطبيعية؟
حيث إن شغلي تأثر بهذه الحالة؟ ولا يوجد لدي تركيز وأنسى بشكل غير طبيعي؟ ولم أفرح لأي شيء؟ وهل هذا العلاج مناسب أم لا؟ وهل توجد عملية للوسواس القهري، أو جلسات كهرباء؟

وأخيرا: هل هذه الأفكار من الشيطان؟ حيث إني قرأت عن موضوع تسلط القرين، وهو شبيه لما أنا فيه.

آسف جدا للإطالة، وجزاكم الله الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الربط بين مضادات الاكتئاب والأفكار الانتحارية عملية معقدة جداً، وقد كتب عنها الكثير، وبالنسبة للذين هم دون السن 18 ربما تثير مضادات الاكتئاب لديهم بعض الأفكار الانتحارية، لكن لم نسمع بأحد قد انتحر استجابة لهذه الأفكار، فإذاً العلاقة موجودة، لكن نشاهدها أكثر لدى صغار السن.

في حالتك لا أستطيع أن أنفي أن الدواء قد يكون هو السبب في هذه الأفكار، وعموماً -الحمد لله- أنت قد اتخذت الإجراء الصحيح، وتوقفت عنه.

بالنسبة لعلاجك الآن أخي الكريم: الأدوية التي تتناولها أدوية مفيدة، وبعد استشارة الطبيب يمكن أن ترفع جرعة لسترال إلى 150 مليجرام في اليوم، حيث إن الجرعة الكلية أو القصوى هي 200 مليجرام في اليوم، فرفع الجرعة إلى 150 مليجرام من وجهة نظري سيساعد كثيراً في علاج حالتك؛ لأن الوساوس القهرية غالباً تستجيب للجرعات الكبرى من الأدوية، وليست الجرعات الصغرى أو حتى المتوسطة في بعض الأحيان.

والبيوبركس والذي هو الأريببرازوال مفيد جداً كدواء داعم، فيا أخي الكريم أريدك أن تحرص في تناول علاجك الدوائي، ومتابعاتك مع الطبيب يجب أن تكون منتظمة، وفي ذات الوقت لا تنس الجوانب السلوكية والاجتماعية والإسلامية في علاج مثل هذه الحالات.

أخي الفاضل الوسواس القهري في معظمه حالات طبية، وفي حالات قليلة قد يكون وسواس خناسياً، وقطعاً الإنسان حين يذكر الله تعالى سوف يخنس الوسواس أي - يذهب-، وسوف يخنس الشيطان، لكن يبقى الأثر الكيمائي موجودا، لذا العلاج الدوائي يعتبر علاجاً مهماً، وأنا أقول لك أن وسواسك هذا هو وسواس طبي، علاجه من خلال تناولك للأدوية ومن خلال رفض الأفكار السلبية والوسواسية، وأن تكون إيجابياً في كل شيء، وأن تحرص على صلاتك في وقتها، وأذكار الصباح والمساء، وأن تتلو وردك القرآني اليومي، هذا يكفي تماماً.

بالنسبة للوساوس القهرية المطبقة تجرى بعض العمليات الجراحية في مراكز متخصصة، لكن هذه العمليات مشاكلها كثيرة جداً وأضرارها كثيرة جداً، ومعظم الذين أجروها حدثت لهم تغيرات كبيرة في شخصياتهم، فأنا لا أنصح بها أبداً، وقل من يقوم الآن بالنصح بإجرائها من الأطباء المعتبرين، الجلسات الكهربائية لا تفيد في هذه الوساوس على العكس تماماً ربما تعقدها أكثر، العلاج الأساسي هو العلاج الدوائي والعلاج النفسي السلوكي والعلاج الاجتماعي والعلاج الإسلامي..

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً