الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفور الزوجة من الزوج بحجة أنها لم تتزوجه عن رغبة واقتناع

السؤال

تزوجت وأنا ابن 34 عاماً من امرأةٍ تبلغ من العمر 25 سنة متوسطة الجمال عن طريق الوالدة، وهي من أسرةٍ غنية، وأنا من أسرةٍ متوسطة الحال، وتعليمها جامعي وتعليمي متوسط، وأسكن مع أهلي في المنزل، وقد وافقت على الزواج مني ورأيتها ورأتني قبل الخطبة، ووافقت على الزواج منها، وتمت الخطبة والملكة والزواج، وبعد الزواج بحوالي أسبوعين أو ثلاثة حصلت مشكلة صغيرة تحدث بين الأزواج دائماً، حيث قالت لي: أنا لم أخترك وأرغب فيك زوجاً لي برغبتي، بل بإصرار أهلي وإخوتي علي أن أتزوجك، وقالت أيضاً: أنا في مستواي التعليمي أقبل بالزواج منك وأنت لا تحمل مؤهلاً جامعياً مثلي، ولا مستواك في مستواي المعيشي و...و...و إلخ.

زوجتي حملت في الشهر الأول من الزواج، وتغيرت نفسيتها كثيراً، وقالت لي والدتها أنها سوف تتغير نفسيتها، وأمرتني بأن أصبر عليها، وقلت: إن شاء الله سوف أصبر عليها حتى تضع.

وفعلاً بعد الشهر الثالث من الحمل ذهبت إلى أهلها، وبقيت عندهم حتى وضعت، ورزقت منها بنتاً.

في مرحلة النفاس لم تعد تطيقني، ولا حتى تسمع صوتي، وقلت: يمكن بعد النفاس يصلح حالها، وبعد الأربعين أتت معي إلى البيت، وبقيت لمدة أسبوع وهي لا تكلمني، ولا حتى تقوم بأعمالها المنزلية من طبخٍ وخلافه، بل إن السكوت يخيم عليها والحزن الشديد.

استخرت الله فيها، وقالت سوف أذهب عند أهلي، قلت لها: طيب، وذهبت بها لأهلها، وبقيت عند أهلها حتى كتابة هذه السطور لكم.

قلت لأخيها -لأن والدها متوفى قبل الزواج منها بسنتين- إذا هي تريد الطلاق فسوف أطلقها. المهم أن زوجتي اتضح لي أنها لا تريدني بل أجبروها أو أقنعوها أو لعبوا عليها بأني زوج سوف أكمل دراستي ووووو إلخ.

قال لي أخوها أن أصبر، وسوف تعود -إن شاء الله-، وأنا صابر ولا أقدر أتحمل هذه الفترة.

اتصلت بأخيها هذا اليوم، وقلت له: سوف آتي لأرى ابنتي، وقال: إن الوالدة وزوجتك وابنتك وأخواتي ذهبوا وسافروا إلى الدمام، وأنا آخر من يعلم (هل تذهب الزوجة وتسافر بدون علم زوجها) شيٌ غريب، قلت عموماً: إذا أتوا أخبرني.

أفيدوني، جزاكم الله خير الجزاء، هل أطلقها وأرتاح؛ لأني مقتنع كل الاقتناع وبعد الاستخارة عدة مرات بأنها لا تصلح زوجة مستقبل؛ لأن أباها -رحمه الله- كان (مدلل لها) يعني ما يرد لها طلب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ فيصل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يصلح الأحوال والأعمال وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

إن عاقبة الصبر محمودة، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، والإنسان لا يدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً، لا شك أن الأيام الأولى من الزواج بل وحتى السنوات الأولى يواجه فيها تقلبات وظروف صعبة حتى يعتاد كل منهما الآخر ثم تأخذ الحياة مجراها.

وما كان ينبغي أن تقول لك: أنا لم أخترك، حتى لو كان الأمر حقيقياً، ولكنك والله تعاملت مع الموقف بعقل راشد، وهذه هي حكمة الشريعة التي جعلت القوامة بيد الرجل؛ لأن المرأة عاطفية وسريعة التقلب.

والمسلم مطالب بتقدير الظروف التي تمر بها المرأة من حيض وحمل ونفاس، وقد راعت الشريعة مشاعر المرأة المسلمة، وننصحك بعدم الاستعجال باتخاذ قرار الطلاق، والأمر بيدك فاجعل للنوايا الطيبة نصيبا في تفكيرك، وتذكر يُتمها واحرص على مصلحة طفلك ومستقبله.

وليس ما فعلته صحيحاً ولكن أرجو معالجة الوضع برمته برفق ولطف، ولن يخيب عبدٌ يستخير ربه ويستشر الصالحين من عباد الله، ولا يجوز لأهل الفتاة أن يجبروها على فتى لا تريده لأنها وحدها هي التي سوف تعيش معه، وهانحن ندفع ثمن مخالفتنا لأمر الله: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))[النور:63].

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً