الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أيهما أفضل لعلاج الخوف.. الزيروكسات أم اللسترال؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دكتوري الحبيب، أنا أعاني من الخوف، والضيق في التنفس، والأفكار المزعجة، وأتناول دواء الزيروكسات منذ 20 يوما وما زلت أشعر بالخوف، فهل اللسترال أفضل من الزيروكسات لعلاج الخوف؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك ولنا ولجميع المسلمين العفو والعافية والمعافاة الدائمة والتامة في الدين والدنيا والآخرة.

أيها الفاضل الكريم: الزيروكسات مشابه لدرجة كبيرة جدًّا للزولفت، والعلاج الدوائي أيًّا كان يجب أن نعتبره عُنصرًا واحدًا من عناصر العلاج الأربعة، والعناصر الثلاثة الأخرى هي: (العلاج السلوكي، والعلاج الإسلامي، والعلاج الاجتماعي) هذه لابد أن تتكامل مع بعضها البعض لتعطينا البوتقة العلاجية الكاملة.

فيا أخي الكريم: استمر على الزيروكسات، ويمكن أن ترفع الجرعة إلى ثلاثين مليجرامًا – أي حبة ونصف – ودعمه بعقار (دوجماتيل) والذي يُعرف علميًا باسم (سلبرايد)، تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدوجماتيل، لكن استمر على الزيروكسات على الأقل بجرعة ثلاثين مليجرامًا، وعندما تتحسَّن بعد ذلك يمكن أن تخفّض الجرعة وتجعلها عشرين مليجرامًا.

لكن – أخي الكريم – لابد أن تُركّز على الجوانب السلوكية كثيرًا، أن تكون إيجابي التفكير، حقّر فكرة الخوف هذه، لماذا تخاف – أخي الكريم – أنت في أمنٍ وأمان، أنت في حفظ الله، واخترِق الخوف اجتماعيًّا من خلال التواصل الاجتماعي، لا تتخلَّف عن أي واجب اجتماعي أبدًا: صِل الرحم، لبِّي الدعوات، الأفراح، قدِّم واجبات العزاء، رفّه على نفسك بأن تلعب رياضة جماعية، اذهب إلى المجمَّعات التجارية من وقت لآخر، اجلس مع أصدقائك، احرص على صلاة الجماعة... هذه كلها علاجات وعلاجات مهمَّة جدًّا.

والضيق في التنفُّس سببه التوتر العضلي الذي يحدث للقفص الصدري، وهذا التوتر العضلي هو تعبيرٌ واضح عن التوتر النفسي، فعبِّر عن نفسك، لا تحتقن، لا تكتم، فضفض – كما يقولون – وتمارين الاسترخاء مهمَّة جدًّا، تمارين التنفُّس التدرُّجي، تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها تفيدُ الناس كثيرًا، وأصبحت الآن منهجًا علاجيًّا أساسيًّا، لكنها تتطلب التطبيق الدقيق والالتزام به، والاسترخاء يتطلب أيضًا جانب عقلي وجانب نفسي، وهو التدبُّر والتأمُّل.

هذه جوانب مطلوبة في العلاج، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً