الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي لا يندمج مع الناس بسرعة أخشى أن يكون مصابا بالتوحد.

السؤال

السلام عليكم

طفلي عمره سنتان، أريد أن أعرف هل لديه توحد؟ أو من الممكن أن يصبح لديه هذه المتلازمة.

ابني يستجيب عندما أناديه، إذا سألته ما اسمك يرد، يعرف العديد من الصور، يستجيب للأوامر، لكنه أحيانا يدور حول نفسه، ويلعب بعجلات السيارات، أيضا كلماته لا ينطقها نطقا صحيحا، مزاجي، ولكنه إذا جلس على التلفاز وناديته يلتفت إلي، يردد خلفي بعض الكلمات ويعد رقمين، أحيانا يصلي معي، وإذا قلت له افتح فمك أو اغمض عينيك يستجيب.

ليس اجتماعيا جدا، ويأخذ فترة حتى يتعامل مع الناس بصورة قليلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن متلازمة طيف التوحد - أو ما يعرف بالذواتية – سبَّب الكثير من الإزعاج للناس والقلق، وأعتقد أنه توجد مبالغة في تشخيص هذه الحالات، أو أن بعض الناس يعتقدون أن أبنائهم مُصابون بهذه المتلازمة، وذلك نتيجة لظهور بوادر تأخّر في تطورهم الارتقائي الاجتماعي والوجداني واللغوي.

أيها الفاضل الكريم: قطعًا متلازمة التوحد لا يمكن أن تُشخَّص من خلال هذه الاستشارات الإلكترونية، ولا بد أن يتم فحص الطفل، لكن أقولها لك بصورة شبه يقينية أن هذا الابن ليس لديه سمة من سمات التوحد أبدًا، هذا الابن يستجيب وجدانيًّا ويستجيب اجتماعيًا بصورة معقولة جدًّا، لديه بوادر جيدة للغة، علمًا بأن الذكور دائمًا لديهم بعض التأخُّر في التطور اللغوي إذا ما قارنَّاه بالإناث.

كونه يدور حول نفسه: الأطفال لديهم بعض السمات الوسواسية من هذا النوع، كثير من الأطفال لديهم هذه السمة دون أن يكونون في محور التوحد أو الذواتية.

أرجو أن تُتيح للطفل فرصة للعب مع الأطفال، كما أن الألعاب ذات القيم التربوية والتعليمية ستكون جيدة بالنسبة له.

لا تنزعج – أخي الكريم – ودائمًا متلازمة التوحّد يُفضل أن تُشخَّص بعد أن يبلغ الطفل ثلاثين شهرًا من العمر، أنا أتكلَّمُ بصفة عامة، ولا أقصد هذا الابن، لأن هذا الابن أصلاً ليس لديه بوادر تجعلنا ننزعج، لكن – أخي الكريم – للمزيد من الاطمئنان يمكن أن تعرض ابنك على أحد المختصين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً