الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصلت لمرحلة اليأس من الحصول على وظيفة بعد التخرج.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله لكم وشكرا على مساعدتكم.

أريد أن أتخلص من شعور اليأس الذي أعاني منه الآن، أنا فتاة تخرجت من كلية الصيدلة منذ سنة تقريبا، ومنذ أكثر من ستة أشهر وأنا أبحث عن عمل ولم أجد ذلك حتى الآن.

تدربت لمدة شهر بأحد الصيدليات بعد تخرجي بفترة، ولكنني بدأت أنسى كل شيء تعلمته، فالعمل الذي أطمح إليه هو أن أكون مندوبة تزور الأطباء.

وأساسا لا يمكنني العمل في صيدلية إلا بعد سنتين من تخرجي (قانون وزاري)، لهذا وبعد البحث لمدة طويلة منذ زمن أشعر باليأس والاكتئاب، حتى أنني أبكي في كثير من الأحيان، حتى وصلت لشعور لماذا لم أتوظف وغيري يحصلون على الوظيفة، وأنا لا ينقصني شيء؟

الناس حولي يريدونني أن أتدرب بأحد الصيدليات حتى أجد العمل، ولكنني لا أرغب بذلك؛ لأنني سوف أنسى ما تعلمته، ولا فائدة من ضياع وقتي في شيء مثل هذا.

لقد دعوت الله كثيرا وما زلت أدعو، ولكنني شعرت باليأس، فما السبب، وما الحل؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

- بداية أنت -بحمد الله تعالى- على خير عظيم من حيث أنك انتهيت من الدراسة الجامعية، ولديك القدرة على العمل، وهذه نعمة تفقدها الكثير من الأخوات.

- أمر طلب العمل يحتاج إلى الأخذ بسببين رئيسين:
الأول سبب معنوي: وهو أن تكوني محافظة على الصلاة، وتعملين بطاعة الله، وتدعين الله بأن ييسر لك فرصة العمل، وتكثري من الاستغفار وقول لاحول ولا قوة إلا بالله، ويكون لديك حسن ظن بالله تعالى وتفاؤل؛ لأن الله الذي خلقك قد تكفل برزقك، والرزق آت لا محالة، "ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها" كما ورد في الحديث.

الثاني السبب الحسي: وهو أن يكون لك ملف في المؤهل والسيرة الذاتية، وتعرضي هذا الملف على أكثر من جهة، وحاولي أكثر من مرة، ولا بأس من التدرب في أي صيدلية مع الأمن من الاختلاط بالرجال، ولو كان الراتب يسيرا في البداية حتى تكتسبي خبرة، وحتى لا تنسين ما تعلمتيه.

- وأما مسألة اليأس والإحباط الذي حصل لك: فمرد ذلك إلى ضعف الإيمان واليقين بالله، وضعف التوكل عليه، وضعف الصبر والتحمل لديك، وفتح المجال للشيطان ليدخل عليك الحزن والقلق، والعجلة في تحصيل الرزق، وعلاج ذلك بأن تقوي الإيمان بالله وتكثري من قراءة القرآن وعموم الذكر، وتتوكلي على الله في طلب الرزق، وتعطي نفسك مزيدا من الصبر، فإنك إذا نظرتي إلى من حولك لوجدت من لم يجد عملا وهو متخرج قبلك، واستعيذي بالله من وسوسة الشيطان، ولا تستعجلي في تحصيل الرزق، فهو آت لك لا محالة.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً