الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطراب القلق منذ الصغر.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذه مشكلتي وأرجو المساعدة.

أنا فتاة أعاني من كثرة التفكير الذي أظنه وصل حد المرض، فعندما أخرج، وأحادث أشخاصا معينين أهتم بهم وأحبهم، ولا ألتقي بهم دائما أعود للبيت وأفكر في الحديث الذي دار بيننا، وأبقى هكذا أياما، حتى الصلاة لا أركز فيها البتة! وأيضا إذا حادثت نفس الأشخاص عبر المحادثة الهاتفية يحدث نفس الشيء، أظل أفكر في ما كتبت، وفيما كتبوا، حتى الصلاة لا أستطيع التركيز فيها بسبب هذا التفكير، بل أظل أول ما أصحو أفكر في هذا الشيء! وإلى جانب هذا فأنا في تفكير مستمر من اللحظة التي أستيقظ فيها إلى اللحظة التي أنام فيها حرفيا؛ وكأن النوم ليس إلا مسكّنا موضعيا لهذه الأفكار.

وشيء آخر؛ وهو أن أمي تريدني لشخص، وأنا دائما أفكر بهذا دائما، وأحيانا أتصرف كأنه يراقبني مع علمي التام بأنه لا يفعل! مثلا أتحرج من فعل بعض الأشياء، وغيره.

المهم، هل هذا مرض؟ فأنا لم أكن هكذا أبدا!
وإن كان مرضا فما علاجه؟ (أعلم أن العلاج قطع التفكير ولكن هذا يقرب أن يكون محالا! خصوصا وأنني معظم الوقت وحدي في غرفتي لا أخرج أبدا (لأن المكان الذي نحن فيه لا يوجد أناس أذهب إليهم إلا قليلا جدا).

ملاحظة: أنا أعاني من اضطراب القلق منذ الصغر (بدأ فجأة وليس من سمات شخصيتي أو هذا ما أظنه)، وكذلك حديثا الوسواس القهري الديني، بالإضافة لما يتبع ذلك من الحزن والضيق الشديدين.

عذرا على طول الرسالة، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ D A حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعًا التفكير مهمٌّ للإنسان، وبالذات التفكير الإيجابي الذي يُساعد في حل المشاكل ووضع الحلول لها، ولكن كثرة التفكير وبالذات في أشياء مُحدّدة والتفكير المستمر - كما ذكرت - في شيء مُحدّد وطول الوقت فهذا يكونُ مشكلة - أختي الكريمة - وقد ذكرتِ أنك لم تكوني كذلك، فهذا يعني أن كثرة التفكير قد يكون مصاحبًا للقلق أو مصاحبًا للاكتئاب أو مصاحبًا للوسواس، وذكرتِ أنك الآن أصبحت تعانين من الوسواس الذي محتواه محتوى ديني.

العلاج - أختي الكريمة - بأن تحاولي أن تكون لك هوايات، وبالذات هوايات حركية تشغلك عن التفكير، وممارسة الرياضة، وإن كنت لا تخرجين من المنزل يمكنك ممارسة تمارين رياضية في البيت، ولكن باستمرار - أختي الكريمة - أي يوميًّا يكون لك وقت محدَّد، حوالي نصف ساعة لممارسة الرياضة، وقد تستفيدين من بعض الأدوية التي تعالج الوسواس القهري وتُقلِّلُ من التفكير، ولعلَّ الفلوكستين - أو البروزاك - يكون أفضل دواء لك، وبالذات في هذه السنّ، وجرعته عشرين مليجرامًا يوميًا بعد الأكل، وتحتاجين للاستمرار في تناوله لعدة أشهر، أي حوالي ستة أشهر، حتى ترجعين إلى حالتك الطبيعية، وبعد ذلك يمكن التوقف عنه بدون تدرُّج.

وللفائدة راجعي الوسائل المعينة على الخشوع في الصلاة: (240702 - 2069 - 242450).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً