الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالاكتئاب وأفكر في الطلاق لكي أرتاح، ما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 37 سنة، قبل 5 سنوات تعرضت لقلق المخاوف الوسواسي، كنت أخاف أن أنتحر، وكنت أطرح عدة وساوس، مثل: كيف سوف أعيش كل هذه الحياة، وكيف سوف أمضي يومي، وكيف أمضي الوقت؟

في البداية تعالجت بليديوميل، ولم يعط نتيجة، بعدها باروكستين 60 ملغ لمدة 6 أشهر، تم انقطعت عن الدواء، تم حدثت انتكاسة، بعدها تعالجت بلوسترال 100 ملغ لمدة سنتين، ثم انقطعت عن الدواء تقريبا سنتين، وقد تزوجت منذ سنة، وأعاني من ضعف الرغبة الجنسية.

قبل أخذ الدواء كانت رغبتي الجنسية قوية، أما الآن رغم قطع الدواء فإنني أعاني من ضعف جنسي، وأحس برغبة جنسية فقط في الصباح، استعملت عقار سيندينافيل لكن لم يعط نتيجة للرغبة، ومع كثرة التفكير أصبت بوسواس الضعف الجنسي، وأصبحت أفكر في الطلاق كي أرتاح، فأنا أعاني نفسيا من هذه المشكلة، وأصبت بندم كبير لتعاطي مضادات الاكتئاب.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Tajjini حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هوّن عليك -أخي الكريم- ونسأل الله لك العافية.

أعتقد أن قلق المخاوف الوسواسي كان يُهيمن عليك بالفعل، وقد قمت بعلاجه دوائيًا، ويظهر أنك لم تجتهد في العلاج السلوكي، العلاج الدوائي لا شك أنه فاعل، لكن حين يتوقف الإنسان عنه قد تحدث انتكاسات، أمَّا مَن يأخذ بالمنهج العلاجي السلوكي مع الدواء فحين يتمّ التوقف عن الدواء لا تحدث انتكاسة.

عمومًا أنت الآن لديك الخوف من الفشل الجنسي، وهذا الخوف أراه في مجمله وسواسيًّا أيضًا.

مضادات الاكتئاب -أيها الفاضل الكريم- إذا سبِّبتْ صعوبات أو ضعفًا جنسيًا فإنه يكون وقتيًّا، هذه حقيقة علمية لا بد أن تُدركه إدراكًا كاملاً، وأنت الآن قد توقفت من اللسترال، ولك فترة طويلة، فليس من المفترض أبدًا أن يكون لديك ضعف جنسي إذا كان السبب هو الدواء، وأقول لك أن السبب ليس في الدواء، السبب هو خوفك من الفشل، هو اعتقادك أنك قد فشلت جنسيًّا، وهذا قطعًا لم يحدث.

أنا أريدك أن تذهب وتُجري فحوصات طبية، تتأكد من مستوى هرمون الذكورة لديك، وهرمون الحليب، ووظائف الغدة الدرقية، وأجري الفحوصات الأخرى العامة المتعلقة بمستوى السكر وقوة الدم ووظائف الكبد والكلى، ومستوى الدهنيات، هذه الفحوصات العامة ضرورية، ويجب أن تتأكد أيضًا من مستوى فيتامين (د)، وفيتامين (ب 12)، إذا كان هنالك أي ينقص في هذه المكونات يجب أن تُعالجها، وعلاجها سهل جدًّا، وإذا كان لديك نقص في هرمون الذكورة مثلاً فهنا يجب أن تذهب إلى طبيب الغدد أو طبيب مختص في أمراض الذكورة.

أنا لا أعتقد حقيقة أنه لديك أي مرض عضوي، لكن ذكرتُ أمر هذه الفحوصات لأني أراها ضرورية، وأرى أيضًا أنها سوف تُطمئنك تمامًا بعد أن تُدرك أنك سليم من الناحية العضوية.

تجاهل -أخي الكريم- ما يتعلّق بالوظائف الجنسية، لا تركّز عليه، لا توسوس حوله، إذا كان هرمونك طبيعيًّا فهذا يعني أنك طبيعي، ومارس الرياضة، رتّب غذائك بصورة جيدة، مارس التمارين الاسترخائية، والجأ إلى الله بالدعاء، هذا كله يُعيد لك نشاطك الجنسي.

وإن كان القلق والوسواس بالشدة المزعجة لك فأنا أصف لك عقار (فافرين/فلوفكسمين)، ليس له أي تأثير جنسي سلبي، وفي ذات الوقت يقضي قضاء مبرمًا وتامًّا على الوساوس، وأنت تحتاج للفافرين بجرعة صغيرة، تبدأ بخمسين مليجرامًا ليلاً، تستعملها بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذه هي الطريقة الصحيحة التي تُعالج بها حالتك، وأرجو أن تعيش حياةً فعّالة من الناحية الوظائفية، من الناحية الإسلامية، من الناحية المهاراتية، وكذلك فيما يتعلق بالتواصل الاجتماعي، وأن تكون لك طموحاتٍ وآمال ومشاريع مستقبلية توفيها على أفضل ما يكون.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً