الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناة مع وسواس الخوف

السؤال

السلام عليكم

أعاني من وسواس يتمثل في خوف وأوهام يسبب لي أرقا، فدائما يأتيني خوف من أن تنفسي سيضعف، وأنا متأكد تماما أنه فقط وهم، والتفكير فيه يسبب لي خوفا يمنعني من النوم.

اكتشفت أن هذه مجرد أوهام وتخيلات، واكتشفت أنني مجرد أن أسيطر على نفسي، ولا ألقي لها بالا، ولا أفكر فيها، ولا أخاف منها، وأنام على راحتي، ولكن أحيانا يقول لي الشيطان سوف ترجع لك الوساوس وأنت لا تستطيع أن تدع التفكير فيها، ثم أعود للحالة ذاتها والتفكير والأوهام والأرق.

المشكلة هي أنني لا أستطيع أن أسيطر على نفسي، وأدع عني الخوف والاسترسال مع هذه التخيلات والأوهام، وأنا متأكد تماما أنني بخير، ولكنني أريد أن أتخلص من هذا الوسواس.

أعلم أن علاجه هو بالإعراض عنه وعدم التفكير فيه، لكنني أحاول، وأحيانا أنجح في ذلك ثم فجأة يهمس الشيطان في أذني أني سأرجع لذلك.

أتحاور مع نفسي دائما أنني بخير -لله الحمد-، فلماذا أخاف من وساوس الشيطان ما دامت فقط أوهاما لا مكان لها في الواقع؟ لكن المشكلة أني لم أستطع بعد السيطرة على خوفي.

ما هو العلاج الصحيح؟ وكيف أعالج نفسي بنفسي؟ وهل أنا بحاجة إلى الرقية الشرعية؟ وكيف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الذي تعاني منه هي مخاوف وسواسية، أسأل الله تعالى أن يزيلها عنك، والعلاج يتمثل في: تحقير هذه الأفكار، وعدم الاهتمام بها، وصرف الانتباه عنها، لكن لا بد أن تتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس والخوف، -والحمد لله تعالى- توجد الآن أدوية سليمة جدًّا وفاعلة جدًّا، واتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الوساوس هي وساوس طبيّة في المقام الأول، وبما أنها طبيّة نتجتْ من بعض التغيرات في كيمياء الدماغ، هنالك مواد تُسمَّى بالمرسلات العصبية، وهي تُفرز بانتظام ودقة شديدة، في بعض الأحيان ولأسباب غير معلومة ربما يحدث شيئًا من عدم الانتظام في إفرازها، ممَّا يؤدي إلى هذه الوساوس، لا يمكن قياس مستوى هذه المواد في أثناء الحياة.

الدواء مفيد جدًّا، وسوف يساعدك كثيرًا، فلا تحرم نفسك منه، ومن الأدوية الممتازة التي يمكن أن تفيدك العقار الذي يُسمَّى (بروزاك) واسمه العلمي (فلوكستين)، دواء سليم، فاعل، لا يُسبِّبُ الإدمان، وليس له أي تأثير على الكبد أو الكلى أو القلب، وتوجد أدوية أخرى كثيرة مثل (فافرين) أيضًا نعتبره دواءً من الدرجة الأولى لعلاج الوساوس، وعقار (زولفت) أيضًا ممتاز، (باروكستين) أيضًا دواء رائع، توجد خيارات كثيرة جدًّا -أخي الكريم-.

فإن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي هذا أمرٌ جيد، سوف يختار لك الدواء الذي يراه مناسبًا، وإن لم تستطع فيمكنك الذهاب إلى الصيدلية وتسأل عن البروزاك -والذي يُسمَّى علميًا فلوكستين- حيث إنه دواء لا يحتاج لوصفة طبية في معظم الدول.

الجرعة هي: أن تبدأ بعشرين مليجرامًا -أي كبسولة واحدة- يوميًا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها كبسولتين يوميًا -أي أربعين مليجرامًا- تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة يوميًا لمدة شهرين ونصف، ثم اجعلها كبسولة واحدة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: هذا هو الذي أنصحك به، وعليك أن تُكثر من الاستغفار، وأن تصلي على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأن تحرص على صلاتك في وقتها، وأن تصل رحمك، وأن تكون شخصًا فعّالاً من الناحية النفسية والاجتماعية، لا تهمل واجباتك الاجتماعية أبدًا، طوّر نفسك على النطاق الدراسي والأكاديمي، ويجب أن يكون سقفك سقفًا عاليًا، ويجب أن تكون نظرتك إلى المستقبل نظرة إيجابية، تتطلّع إلى الأفضل، يجب أن تكون من المتميزين، برَّ الوالدين أمر عظيم، هذه كلها وسائل وآليات تصرف انتباه الإنسان عن هذه الوساوس والقلق والمخاوف، وقطعًا الرياضة مهمّة جدًّا ليعيش الإنسان حياةً صحيَّةً ممتازة من الناحية الجسدية وكذلك النفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً