الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعور بالضيق ووجود حاجز بيني وبين كلام ربي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي استشارتان منذ زمن أتمنى أجد الجواب:

أنا -من فضل الله- أحفظ كلام الله، ولكن مشكلتي كالتالي: أشعر بعدم تطبيقي لكلام الله، أشعر بأن ثمة حاجز بيني وبين رضا ربي، وأشعر بضيق شديد لا أعرف سببه!

أحاول أن أحسن خلقي كما قال الله: (وقولو للناس حسناً) ولكن سرعان ما أغضب وأنسى نفسي، وأبدأ أتهم غيري أحيانا بالكذب، وبعد ذلك أشعر بالندم والضيق، وأقول لماذا قلت هكذا. أتحدث مع نفسي حقيقة وأكثر من مرة سمعني أحد أهلي وأنا أتحدث بصوت شبه مسموع، وأحيانا بصوت مسموع وواضح!

يتكرر معي هذا كثيرا، مع أني -الحمد لله- أقوم بمهام أهلي كاملة، لكن كثيرا أغضب، وخصوصا إذا زادت الطلبات أنسى نفسي، أحيانا أتضايق من طلبات أهلي، وكثيرا أغضب، وفجأه بلا مسبب، وأحيانا إذا طلبوا مني طلبين متتاليين مثلا، ولا أعلم سبب الضيق الذي أشعر به كثيرا، ولا أعلم سبب سرعة انفعالي وغضبي الغريب، وبعدها الندم والضيق، وهذا يتكرر كثيرا، ربما باليوم أكثر من مرة.

أرجو إفادتي، وأسأل الله أن يرزقنا وإياكم حسن الخلق، وأن يجملنا بأخلاق كتابه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وأشكر لكم هذ الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية: نرحب بك في موقعنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت.

- ما أنت فيه من الخير العظيم بكونك تحفظ القرآن الكريم، وتحرص على العمل بما جاء فيه، هذا أمر سيكون سببا في صلاح حالك وحسن أخلاقك بإذن الله، فلا تقلق أخي، فالأمر يسير.

- أما ما تشكو منه سوء الخلق وأنت تندم عليه، فمرد هذا إما أنك تعودت العصبية وسرعة الغضب من البيئة التي تسكن فيها، فما عليك إلا كثرة الدعاء بأن تقول: "اللهم اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت"، وعليك بالقراءة كثيرا في فضل حسن الخلق وآثاره.

وقد يكون سبب سوء الخلق مرضا عضويا تشكو منه، فيمكن تذهب إلى طبيب متخصص، ويمكن يعرف وجود هذا المرض وسبب وجوده، ويعطيك العلاج اللازم لك.

وقد يكون سبب سوء الخلق أنك مبتلى بمرض الاكتئاب ومرض العين والحسد؛ لأن هذا من أعراضها، وخاصة أنك تتكلم مع نفسك بصوت مرتفع، وما عليك إلا مراجعة طبيب نفسي، والمحافظة على الصلاة في وقتها، وقراءة أذكار الصباح والمساء، وأن ترقي نفسك الرقية الشرعية، وأبشر بخير بإذن الله.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر أحمد الجندي

    كان عندي نفس الشعور سابقا وأجمل ما قرأت وأرتاح لها قلبي هي كلمه سيدنا عمربن الخطاب (
    مَا أُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحْتُ ، عَلَى مَا أُحِبُّ أَوْ عَلَى مَا أَكْرَهُ ، وَذَلِكَ لأَنِّي لا أَدْرِي الْخَيْرَ فِيمَا أُحِبُّ أَوْ فِيمَا أَكْرَهُ
    وقال المصطفي صلي الله عليه وسلم
    لا عدوه ولا طيره
    اي لا تشاؤم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات