الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المواقف السلبية تؤثر على معدتي ودقات قلبي كثيرا، كيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم.

المواقف السلبية تؤثر على معدتي ودقات قلبي كثيرا، عند أي موقف سلبي يبدأ قلبي بالخفقان بشكل كبير جدا كأنه سيخرج من مكانه، وتبدأ معدتي تؤلمني بشكل متقطع، ولا أستطيع السيطرة على هذه الأعراض، والمواقف التي تحدث معي يصعب علي أن أنساها بسهولة، وتبقى معي لأسبوع أو أسبوعين، وأحاول دائما ألا أكترث ولكنني لا أقدر.

بدأت هذه الاعراض منذ 3 سنوات، مررت بظروف صعبة جدا ومشاكل كثيرة جدا، وبعد هذه الظروف بدأت هذه الأعراض معي -الحمد لله- أنا ملتزم بالصلاة، وأكثر من ذكر الله والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، خصوصا عندما أمر بمشاكل.

أعاني من شحنات كهربائية زائدة بالدماغ، وقولون عصبي، لكن والله هذه الأعراض تؤذيني أكثر من الشحنات والقولون.

آسف على الإطالة، ساعدوني فأنا لا أعلم ماذا أفعل؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الناس تختلف في بنائها النفسي وشخصية الإنسان قد تحمل سمات متعددة أو تكون هنالك سمة غالبة يتصف بها الإنسان، الذي أراه أن شخصيتك حساسة سريعة التأثر، ووجدانية، وفي المقابل توجد شخصيات متبلدة المشاعر لا تخلو من القسوة، والصلابة النفسية التي تزداد عما هو مطلوب، وتوجد شخصيات أخرى كثيرة، فبما أنك شخصية حساسة وجدانية قابلة للتأثر تظهر عليك أعراض المخاوف القلقية حين تمر بمواقف معينة، -كما تفضلت وذكرت- هنالك بعض المواقف التي قد تكون عادية أو يتحملها بعض الناس، لكن بالنسبة لك تترك أثراً وتظل في وجدانك لفترات.

أخي الكريم: هذا ليس مرضا، هذه ظواهر وسمات في شخصية الإنسان، والإنسان الودود الذي يتأثر خاصة للمواقف الإنسانية أحسن من الإنسان قاسي القلب، فأنا أقول لك لتعالج هذا الموقف وتتحسن الأمور، عبّر عن نفسك لا تكتم، كل الخواطر التي تأتيك خاصة الأشياء التي لا ترضيك عبر عنها أولا بأول، وابنِ علاقات اجتماعية جيدة ووطيدة، وياحبذا لو انخرطت في عمل اجتماعي أو خيري، أو ثقافي مثلاً؛ لأن الطاقات النفسية حين توجه لأعمال الخير والترابط والتواثق الاجتماعي تجعل الإنسان أكثر صلابة وتحملا للمواقف التي كان يتأثر فيها بسرعة.

أخي الكريم: -الحمد لله- أنت ملتزم بالصلاة، وذكر الله تعالى وهذا أمر جيد، فامشِ على هذا المنوال، ولا تترك مجالا للفراغ، حاول أن تملأ وقتك، واعرف أن الحياة فيها مواقف صعبة وفيها مواقف سهلة، وهذه الأشياء تفرض نفسها على الإنسان، والإنسان لا يستجلبها لنفسه.

بالنسبة لموضوع الشحنات الكهربائية الدماغية: يجب أن تتابع مع طبيب الأعصاب، ولابد أن تتلقى العلاج كما هو مطلوب، وجود القولون العصبي دليل على وجود القلق الداخلي، أنا سوف أصف لك علاجا بسيط جدا، علاجا دوائيا يساعدك في أعراض القولون ويمتص القلق الداخلي، الدواء يعرف باسم دوجماتيل واسمه العلمي سلبرايد، تناوله بجرعة 50 مليجرام، أي كبسولة واحدة لمدة شهرين، ثم اجعل الجرعة كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، دواء بسيط وهذه جرعة صغيرة، أسأل الله أن ينفعك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً