الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل المشاكل التي تحصل لي بسبب أني مريض؟

السؤال

السلام عليكم..

تعرضت لمشاكل كبيرة مع زوجتي وأهلها، دائما هناك اتهامات متكررة لي، أنا لا أحاول أن أتدخل في حياة أي أحد، ولا أحاول انتقاد الطريقة التي يديرون بها شؤونهم، بينما التدخلات من طرفهم لا تنتهي، مع استجابة واسعة من زوجتي لهم.

قرأت مؤخرا عن "الإسقاط النفسي"، فجال في خاطري أن هذا يحدث مني تجاههم، مع أن هناك شواهد تنفي هذا الافتراض، علاقاتي في العمل جيدة جدا، فقط علاقاتي بهم سيئة جيدا بسبب اتهاماتهم التي لا تنتهي لي، مما سبب مشاكل كبيرة لي في حياتي الزوجية.

أنا أحاول أن أصل لسبب هذه المشكلات طمعا في علاجها، حتى أنني أصبحت في كل خلاف أطالب بأن نحكم بيننا شرع الله، لا أن نحكم أي طرف، السؤال هو هل أنا مريض؟ وهل ومرضي هو السبب فيما أعانيه وأسرتي من مشكلات؟ أنا لا أتناول أية أدوية أو عقاقير ولا أدخن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخانا الفاضل- في موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويسددك ويصلح الأحوال، وأن يصلح زوجتك وأهلك وأن يلزمك الصبر، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

نجاحك في علاقات العمل دليل على إمكانية النجاح في ميدان العلاقات العائلية، فاستعن برب البرية، واقترب من زوجتك واكسب ودها وثقتها، وأظهر الاحترام لأهلها، واستعمل معهم المداراة، وهي أن تعامل كل إنسان بما يقتضيه حاله، وكن مستمعاً جيداً وافعل ما فيه إرضاء لله ثم ما يحقق لكم المصالح.

ولا تنحرج من أحد لحكمة دون النظر إلى مصدرها، فالحكمة ضالة المؤمن أين وجدها فهو أولى الناس بها، ونحن نتفق معك أن في بعض التدخلات إزعاج، وقد يتضايق الإنسان منها ولكن عند النظر في دوافعها وخلفياتها سوف يهون الأمر.

فبعض من يتدخل يريد الخير، رغم أنه قد لا يصيب الخير، وهنا ينبغي أن تنظر في مقاصدهم ولا تقف عند الذي حصل منهم، وشجع زوجتك على قبول ما كان حقاً.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونأمل أن تصلنا نماذج من التدخلات المذكورة حتى نحللها ونبتكر معاً خططا للتعامل معها، فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.

ونسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الذنوب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً