الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بدوخة وعدم الرغبة في عمل شيء، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أستشيركم منذ سنوات، وأحصل منكم على الدعم.

أحس أني غير طبيعية، ربما شعور حقيقي أو وساوس، علما أني كنت أعاني من وسواس الموت والخوف والقلق بسبب ظروف سابقة، وقد خفت الأعراض، لكنها لم تنته تماما.

الآن أحس بعدم الثبات، وثقل ودوخة في الرأس كلما قمت بأعمال المنزل، وعدم ثبات النظر، والتعب من الوقوف، وخمول وكسل، وقد قمت بفحص الأذن، فتبين ارتفاع ضغط الأذن وأن نسبة الدم 11، وقبل سنة كنت أعاني من نقص فيتامين (ب)، فتعالجت بالإبر، ونقص فيتامين (د)، وتعالجت لمدة 3 اشهر، وهذه الأعراض أشتكي منها منذ فترة طويلة لكنها ازدادت في هذا الشهر، أريد حلا لكن لا أريد حبوبًا نفسية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أشواق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن نقص فيتامين D وفيتامين B12 وفقر الدم وهبوط ضغط الدم لأقل من 90 / 60 من الأمراض التي تعاني منها الكثير من السيدات، ويحدث ذلك بسبب سوء التغذية بمعنى تناول طعام غير صحي لا يحتوي على البروتين الحيواني والنباتي، ولا يحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب، مع الإهمال والتقصير في شرب الماء، كذلك فإن الأرق واضطراب النوم يمثل أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالدوخة وعدم الثبات والخمول والكسل.

لذلك لا بأس من أخذ حقنة فيتامين D، وأخذ عدة حقن من فيتامين B12 كل أسبوع واحدة لمدة 4 إلى 6 أسابيع، مع تناول أحد مقويات الدم لمدة لا تقل عن شهرين، مع أهمية قياس ضغط الدم، وفي حال وجود هبوط في الضغط وجب تناول العصائر الطازجة وبعض المخللات، مع شرب كمية كافية من الماء.

كذلك من المهم فحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH لأن كسل الغدة صفة تلازم الكثير من السيدات خصوصا بعد الثلاثين من العمر، وعلاج الكسل أمر سهل وميسر لأن الكسل يؤدي إلى الدوخة والخمول والكسل والصداع والإمساك.

هذا من الجانب العضوي، أما الجانب النفسي فمعروف أن اضطراب مستوى هرمون السيروتونين يؤدي إلى الكثير من الأمراض مثل الخوف المرضي والخوف من الموت، والوسواس القهري ومرض التوتر والقلق، ومرض الهلع ومرض الاكتئاب، وكل هذه الأمراض تصنف على أنها Neurosis أو (العصاب) وهي أمراض مختلفة تماما عن أمراض (الذهان) أو psychosis.

هرمون السيروتونين من الهرمونات المهمة التي يفرزها الجسم، ويطلق عليه هرمون السعادة، وهو هرمون له تأثير على عادات النوم، والمزاج، والعواطف، والذاكرة، والتسامح، والشعور بالألم، وتنظيم حرارة الجسم، والشهية للطعام وعملية الهضم، ومن الوصفات الطبيعية للحصول على هرمون السعادة التحرك أو المشي في الأجواء المشمسة غير الحارة في الأماكن المفتوحة مثل الحدائق العامة.

كما أن التعود على الصدقة ومساعدة الآخرين سواء ماديا أو بالوقت أو بالنصح من الأمور التي تجلب السعادة؛ لأنها ترفع من مستوى هرمون السيروتونين، كذلك فإن أداء الفرائض والإكثار من السنن وصوم النافلة أو التطوع والعمرة، والحرص على تلاوة ورد يومي من القرآن حفظا وتلاوة يساعد كثيرا في السلام النفسي والشعور بالرضا.

مما يساعد على النوم العميق تناول حبوب ميلاتونين، وهي حبوب ذات منشا طبيعي وغير كيميائي، وتناولها قبل موعد النوم بساعة يساعد كثيرا في علاج اضطراب النوم؛ لأنها ترفع من مستوى هرمون الميلاتونين الطبيعي، وتساعد في الحصول على المسكنات الطبيعية أثناء النوم، والجرعة نصف قرص من حبوب melatonin 5 mg يوميا قبل النوم لعدة شهور دون قلق ولا مضاعفات جانبية.

لا مانع في الأخير من تناول أحد أنواع الحبوب التي ترفع وتضبط مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ، على أن يتم ذلك لمدة عام كامل، ومن الأدوية المقترحة تناول حبوب cipralex 10 mg لمدة شهر، ثم تناول جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم العودة لجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناوله.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً