الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صداع مستمر بعد التوقف عن الترامادول، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم.

أريد إفادتكم إنني أثق جدا في رأيكم.

أعاني من صداع مستمر على جانبي الرأس منذ سنة، أشعر بألم ينبض، وعندما يزداد الصداع تحمر عيني، وأشعر كأن قشرة مخي ملتهبة، جربت جميع المسكنات من بروفين وكيتوبروفين وسليبريكس والباراسيتامول، وكانت تفيدني في البداية، ثم فقدت مفعولها مع الوقت، يزداد الصداع مع التركيز والحالة النفسية والمجهود البسيط، وتتفاوت شدته بحيث أحيانا لا أتحمله وأفقد التركيز في عملي الذي يتطلب فيه التركيز، والجلوس لمدة 9 ساعات.

كنت أتناول ترامادول وبريجابالين في نفس الوقت قبل سنة، وقد توقفت عنهما، ثم أصبت بالصداع، علما أني مدخن وعمري 28 سنة.

أيضا أريد أن أكون اجتماعيا، وأن لا أتوتر في مقابلات الشغل، وقد ذهبت لطبيب نفسي، ووصف لي البروزاك و الكويتابكس 25، ولكني توقفت عنهما بعد مدة لأني لم أستفد منهما، ولأن العلاج مكلف.

عدت لتعاطي بريجابالين مرة أخرى، ولم يتوقف الصداع فتوقفت عنه، الترامادول جربته، وعند أتناوله لا أشعر بصداع، جربت الإبتريل 2 مللي نصف قرص واستفدت منه، ولكني حاليا توقفت عنه وعاد الصداع مع العلم أني كنت أتعاطى نايت كالم لأنام، فيذهب الصداع، لكنه يسبب النسيان، ويزداد الصداع في اليوم التالي، فتوقفت عنه.

ذهبت لطبيب أمراض مخ وأعصاب، ووصف لي باسط العضلات وتربتيزول 25 ولوسيدرال 500، ولكن التحسن كان خفيفا جدا، وكان هناك صداع وقلة التركيز وزيادة النوم، وقمت بالفحوصات السريرية، وعملت صورة للدم كاملة وتحليل هرمون tsm، وكانت النتائج طبيعية.

أريد حلا جذريا للمشكلة، وأريد دواء يساعدني على النوم للموضوع، وقد جربت التريتيكو 50 فساعدني على النوم بعد التوقف عن النايت كالم، ولكني أستيقظ صباحا بصعوبة، حاليا بدأت في تناول لوسترال 50 قرصا يوميا منذ 10 أيام لمعالجة القلق والرهاب، وفي اليوم الأول شعرت بتحسن وسعادة، وبعد ذلك توقف هذا الشعور، فما تفسير حالتي؟ وما سبب الصداع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالسن المكتوب في الاستشارة غير مقنع ولا يتماشى مع حالة العمل الممتد لتسع ساعات، ومن خلال الاستشارات السابقة وجدت أن العمر 27 عاما، وهذا مقنع أكثر، فنرجو التدقيق في البيانات الشخصية لما لها دور في تحديد الفئة العمرية، كذلك فإن ذكر حقيقة الحالة الاجتماعية سواء أعزب أو متزوج مهم أيضا، كذلك فإن ذكر الوزن والطول يساعد في تحديد كتلة الجسم، وما إذا كنت تعاني من سمنة أو وزن زائد، والكلام موجه لكل الأحباب متابعي موقع الشبكة الإسلامية لما له تأثير في وضع تصور أقرب ما يكون للحالة.

إن مرورك على تناول المسكنات بشكل كثير أمر مضر، خصوصا ما كان له خصائص إدمانية مثل الترامادول والبريجابالين، ومعنى الخصائص الإدمانية أن القرص الواحد الذي يسكن الألم لن يجدي نفعا بعد مدة من الزمن، وسوف تحتاج لزيادة الجرعات لتأخذ نفس التأثير، ويحدث ذلك في كل مرة وأنت شاب في مقتبل العمر لا يصح تناول المسكنات دون حاجة.

ومن القصص المؤثرة في ذلك: أذكر رجلا عاملا بسيطا كان يتعب من العمل طوال اليوم، ويعتاد على تناول المسكنات التي أتعبت معدته، فقلت له: يمكنك بعد انتهاء العمل الاستحمام بالماء البارد ثم النوم المبكر، فإذا استيقظت في الصباح وما زلت تعاني من الألم، فيمكنك ساعتها تناول المسكنات، وإذا استيقظت في الصباح وأنت في خير وعافية فلا داعي للمسكنات؛ لأن جسم الإنسان -بحول الله وقوته- يفرز في الدم أثناء النوم العميق مسكنات طبيعية اسمها endorphins تقوم بضبط العمليات الحيوية في الجسم، وتخفف الألم، ثم جاء الرجل بعد عدة شهور مرة أخرى، وقال: لم أتناول المسكنات منذ ذلك اليوم، وأنا في خير وعافية.

والمهم الآن البحث في سبب الصداع، وقد يكون حاجتك لتناول حبوب أكثر من ترامادول وبريجابالين هو الذي يؤدي إلى نوبات الصداع المتكررة، وعليك فطام الجسم سريعا من تلك المسكنات والتوقف عن تناولها، وحتى النوم، يمكنك تناول أحد المكملات الطبيعية للمساعدة في النوم، وهي حبوب melatonin 5 mg نصف قرص قبل النوم، وهي حبوب ذات منشأ طبيعي تساعد على النوم، ومادة الميلاتونين مادة يفرزها الجسم أثناء النوم وكثرة السهر تؤثر على إفراز تلك المادة، وتحرم الجسم من النوم العميق، وبالتالي تحرم الجسم من المسكنات الطبيعية endorphins التي تفرز أثناء النوم.

وننصحك بأخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D اليومية جرعة 1000 وحدة يومية بعد ذلك بصفة دائمة، وهي الجرعة اليومية من فيتامين D والتي يحتاجها جسم الإنسان، ويمكنك تناول الكبسولات الأسبوعية لعدة شهور، مع أهمية التعرض لأشعة الشمس المباشرة من خلال ارتداء ملابس رياضية خفيفة في المنزل أو النادي.

وقد يحتاج الأمر إلى أخذ حقن فيتامين B12 في العضل 1 مج كل أسبوع حقنة واحدة لمدة 4 أسابيع، ثم حقنة كل شهر لمدة 4 شهور، لأن نقص فيتامين B12 يؤدي إلى فقر الدم ونقص في التغذية العصبية، ولا مانع من فحص صورة الدم CBC وفحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH وفحص مستوى فيتامين B12 وفيتامين D، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.

ولعلاج الخوف الاجتماعي والتوتر والقلق والرجفة عند المقابلات الشخصية، وهي ظروف تحدث بسبب اضطراب مستوى هرمون السيروتونين، وهو هرمون مهم جدا في الدماغ؛ لأنه المسؤول عن حالة السعادة والرضا وراحة البال، فيمكنك ضبط مستوى ذلك الهرمون من خلال تناول حبوب cipralex 10 mg، ويحسن بالتالي الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.

وهناك بديل جيد وهو كبسولات البروزاك prozac التي تؤدي نفس الغرض وأقل في الثمن، يمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر، ثم 40 مجم لمدة 10 شهور، ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية، ولا يجدي نفعا تناول الدواء لمدة أسبوعين أو شهر وتقول أن الدواء غير مفيد.

مع ضرورة ممارسة رياضة المشي والمصالحة مع النفس وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً