الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد تناول الأولانزابين أصبحت أشعر بتعب، والرغبة بالانتحار

السؤال

السلام عليكم..

أجبرت على دخول مركز صحي، وأجبروني على أخذ دواء الأولانزابين الذي يلعب بالموصلات العصبية في الدماغ، على الرغم من أني لست مريضة أبدا، وهذا الدواء يثبط السروتونين والدوبامين، وأنا استخدمته لمدة أربعة أشهر، وقد مضى أسبوعان وقد توقفت عن تناول الدواء، وأشعر الآن بتعب وإرهاق، وعدم تركيز، ووجع في الرأس، وانعدام المشاعر والأحاسيس، وصعوبة في التفكير، فهل تنصحني بفعل صور مقطعية؟

وكيف يمكنني أن أرجع عقلي ودماغي والمستقبلات العصبية مثلما كانت بمستواها الطبيعي؟ وهل يمكنني استخدام دواء آخر لرفع السيروتونين والدوبامين؟ وهل هناك أمل في العلاج؟ فأنا أفكر بالانتحار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس الخراز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الانتحار يا ولدي أو التفكير فيه لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيدا، وأعجبني تشبيه جميل ورائع لحياة الإنسان الأزلية، فقد تم تشبيه حياة الإنسان الأزلية بالحبل الطويل المتناهي في الطول، ويوجد في طرفه 10 سم باللون الأحمر، والباقي بلون مختلف، والحياة الدنيا يا ولدي هي هذه ال 10 سم، وباقي الحبل المتناهي في الطول هي الحياة الآخرة.

فلو صبرنا على مشاكلنا وأمراضنا وصعوباتنا في تلك المسافة القصيرة، وهي الحياة الدنيا، لعشنا بقية الحياة الأزلية في نعيم لا ينضب في جنة عرضها كعرض السموات والأرض.

أما إذا خالفنا، وضجرنا، ولم نرض بقضاء الله، وابتلائه واختباره لنا فلن ننعم بالمسافة القصيرة من الحبل (الحياة الدنيا)، ولقابلنا الله بالمعصية وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأنت تعلم ما جزاء من يقتل النفس، فلتطرد فكرة الانتحار من دماغك، ولتكن إيجابيا في التفكير.

والهدف الأساسي لدخول الشباب المصحات هو علاج بعض الأمراض النفسية، أو إبعادهم عن رفقاء السوء، وإبعادهم على طريق المخدرات، وما شابه ذلك، وقد يتم تناول بعض الأدوية التي تساعد في سحب تلك المواد من الدم وتهيئهم إلى الشفاء، ويجب أن تستفاد من تلك التجربة بتغيير مسار حياتك والالتفات إلى دراستك، ومما يساعد في رفع مستوى هرمون سيروتونين في الدم، ويحسن الحالة المزاجية هو: الصلاة على وقتها، والذكر، والدعاء، والنصح للشباب بعدم الولوج إلى تلك الطريق.

ومما يساعد في رفع نسبة هرمون السيروتونين:
ممارسة الرياضة، والتصدق على الفقراء، وذي الحاجة، وحتى إطعام الطيور في الحدائق المجاورة وعلى شرفات المنزل، ووضع لها الماء في أماكن تواجدها، وحتى إطعام القطط الضالة، وفي الحديث عن أبي ذر رضي اللّه عنه أن رسول اللّه قال: بينما رجلٌ يمشي بطريق اشتدَّ عليه العطشُ، فوجد بئرا فنزل فيها، فشرب، ثم خرج، فإِذا كلبٌ يلهَثُ، يأكل الثَّرَى من العطش. فقال الرجل: "لقد بَلَغَ هذا الكلبَ من العطش مثلُ الذي كان قد بلغ مني ". فنزل البئرَ، فملأ خفَّه ماءً، ثم أمسكه بفيه حتى رقِي فسقى الكلب. فشكر الله له، فغفر له. قالوا: "يا رسول اللّه، وإن لنا في البهائم أجرا؟ ". فقال: " في كل كبِد رطبة أجرٌ". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

ومن الأدوية التي تحسن الحالة المزاجية وترفع من مستوى هرمون السيروتونين، وتعالج الاكتئاب، وتعبد شبح التفكير في الانتحار:

- تناول حبوب cipralex 10 mg ويحسن بالتالي الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج، لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.

- وهناك بديل جيد، وهو كبسولات بروزاك prozac التي تؤدي نفس الغرض، وأقل في الثمن يمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر، ثم 40 مجم لمدة 10 شهور، ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.

ولا يجدي نفعا تناول الدواء لمدة أسبوعين أو شهر، وتقول أن الدواء غير مفيد، ولكن يجب الاستمرار في تناول الدواء عام كامل، وندعوك بعد شهر من الآن العودة إلى مراسلة الموقع مرة أخرى، ونقل تجربتك لنا، فقد تفيدنا وتفيد أقرانك من الشباب وتحفزهم على اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً