الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تحتاج أمي لطبيب نفسي؟

السؤال

السلام عليكم

أمي تعاني من ضيق في التنفس، وكانت تتقيأ وتشعر بحموضة وحرقة في المريء قبل أسبوعين، ثم أجرت الفحوصات واختفت الأعراض، وبقيت الكتمة وبعض آلام في المعدة، ولديها آلام متفرقة كالرقبة والظهر منذ سنوات، وتعاني الآن بسبب هذه الأعراض من الخوف والقلق الشديدين بسبب ضيق تنفسها.

مع العلم إنها أجرت تخطيطا للقلب، وأكسجين الدم، وفحصت الرئتين، وأشعة صدرية، واختبار للغدة الدرقية، وكان كل شيء سليمًا، ولكن تبين إنها تعاني من جرثومة المعدة ولديها فقر دم نسبته 10، وأجرت تحليلا لفيتامين D ولم تظهر الفحصات إلى الآن، وأخذت دواء للجرثومة معروف باسم هايبوسيك hyposec، ودواء فلاجيل flagyi ولكن عند تناول دواء flagyi تشعر بالدوار عندما تنام ثم تستيقظ، وتخاف، فأصبحت لا تنام بسبب هذا العارض، وتقول إنها أصبحت كأنها في عالم والناس في عالم آخر، وأصبحت متعبة ومرهقة كثيرا فما الحل؟

أعتذر عن الإطالة ولكنني أشعر بالخوف الشديد عليها، مع العلم أنه قبل شهر تقريبا توفيت أختي بنوبة قلبية وأمي لم تبكِ عليها، أو تعبر عن حزنها أبدا، والآن بدأت تحزن وتندم إنها لم تفعل شيء لمساعدتها، وتشعر أن أعراض مرض أختي لديها.

سؤالي: هل تحتاج أمي لطبيب نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرال حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

نعم والدتك تحتاج لمقابلة طبيب نفسي، وذلك لسببين:

السبب الأول: معظم الآلام الجسدية التي تشكو منها منشؤها نفسي وليس منشأ عضويًا، والدليل أن كل الفحوصات كانت سليمة في المقام الأول.

وثانيًا: توزيع الآلام نفسها لا يتبع مسارًا تشريحيًا مُعيَّنًا.

ثالثًا: وجود أعراض قلق وتوتر واضحة واشتكت منها والدتك، ومن ضمنها عدم النوم والشعور بأنها أصبحت في عالم آخر.

فكل هذه الأمور مؤشر إلى أن ما تعاني منه والدتك منشؤه نفسي وليس منشؤه عضويا.

والشيء الآخر: أيضًا الذي يتطلب الذهاب إلى الطبيب النفسي هو ما حصل بعد وفاة أختك -أو ابنتها- بنوبة قلبية، الآن هي لم تحزن عليها في وقتها، وهذا ما يُعرف بالحزن المتأخر، صارتْ تندم على أنها لم تحزن عليها، وأصبحت الآن تشعر بأن أعراضها هي ذاتها أعراض ابنتها المتوفاة.

كل هذا يتماشى مع الحزن الغير طبيعي، ويحتاج أيضًا لعلاج نفسي ولجلسات مُحددة حتى تساعد المريض في تخطي هذه المرحلة.

فلهذين السببين والدتك فعلاً تحتاج إلى مقابلة طبيب نفسي لوضع خطة علاجية قد تكون دوائية وقد تكون نفسية، وقد تكون بالاثنين معًا لمساعدتها.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً