الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس الأمراض يعود من جديد، فكيف أتخلص منه وأعيش طبيعيا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على ما تقدمونه لخدمة الناس عبر موقعكم الرائع.

أنا شاب عمري 24 سنة، عانيت المشاكل النفسية منذ ثلاث سنوات، أغلبها كانت تتمحور حول توهم الأمراض بصفة عامة، وراجعت طبيبا نفسيا بعد إلحاح أخي، أعطاني دواء اسمه سبراليكس، تدرجت في استخدامه لمدة سنة، ثم تركته بناء على أمر الطبيب وبعد تحسن الحالة و-لله الحمد-.

الآن وبعد سنتين من ترك الدواء بدأت تعود الأوهام والوساوس المزعجة والمنغصة لحياتي، فأشعر بألم في بطني يمتد إلى صدري من الجهة اليسرى، ويزداد بعد الأكل الدسم، ويخف بعد دخولي إلى دورة المياه -أكرمكم الله-.

راجعت العيادة وتم فحصي سريريا، وأجريت فحصا لجرثومة المعدة، والنتيجة سليمة، فلماذا هذا الوجع؟ حتى عندما ذهبت إلى العيادة تم فحص الضغط وكان مرتفعا قليلا، وعند قياسه في المنزل أجده في المعدلات الطبيعية، لا أعرف ماذا بي؟ هل هي من المشاكل النفسية، أم يجب علي الفحص بشكل أكبر؟ فأنا لا أحبذ الذهاب إلى المستشفيات، وليس لدي الميزانية الكافية لذلك.

هذا ما وسعني طرحة، وأتمنى من الله ثم منكم إيجاد الحل لهذه المشكلة.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً ما يحصل معك الآن هو أيضًا أعراض نفسية، وكما تعلم فإن الاضطرابات النفسية أحيانًا تحصل لها انتكاسة، إمَّا لظروف أو لأحداث معيّنة، أو أحيانًا حتى بدون سبب واضح.

وكما ذكرت أنك كنت تعاني من توهم المرض والآن فعلاً كل الأعراض التي تشكو منها هي أعراض جسدية أو بدنية، وبمناسبة ارتفاع ضغط الدم أيضًا منشأه نفسي، الإنسان عندما يستمع إلى الطبيب يكون متوترًا وقلقًا، ولذلك ضغط الدم يكون مرتفعًا عند قياسه، لذلك الآن من التوصيات للأطباء ألَّا يقوموا بقياس ضغط الدم للمريض بمجرد أن يدخل إلى عياداتهم، وعليهم الانتظار لفترة على الأقل لا تقل عن ربع ساعة، ثم يقسوا ضغط الدم، لأنه عندئذٍ المريض قد هدأ وقل توتره وقلقه.

أخي الكريم: من أوائل العلاج الآن في موضوع التوهم المرضي هو أن تتوقف عن الذهاب للمستشفيات، وأن تتوقف عن عمل الفحوصات، لأن هذا يزيد من التوهم ولا يُقلِّل منه، وعليك بتجاهل كل هذه الأعراض ومحاولة الاسترخاء والانشغال عنها بقدر الاستطاعة، وإلَّا إذا استمرت وأثرت عليك فلابد من مقابلة الطبيب النفسي مرة أخرى، وقد يكتب لك دواء السبرالكس أو يكتب لك دواء آخر، حتى يُساعدك في التخلص من هذه الأعراض النفسية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً