الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب سرعة استجابة جسدي لأية لمسة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 25 سنة، مشكلتي أن أي شخص يلمسني أنتبه للمسه وأشعر بالألم، ولو كنت في الأمام ودفعني أحد أقفز خوفا، وقد طلبت من أحدهم أن يلمسني من ظهري لأرى مدى استجابتي للمسة، فكانت الاستجابة عالية، فهل له علاقة بالأعصاب؟ وما العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Jam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الظواهر معروفة، بعض الناس لديهم ما نسميه بالمحفزات العصبية الاستشعارية الشديدة، وهي تظهر في مثل هذا النوع من التجربة التي تمر بها حين يلمسك أحد، خاصة إذا كانت هذه اللمسة بصورة مفاجئة، وهذا السلوك غالباً مكتسب، بمعنى أنه قد يكون حدث لك شيء من تلامس ما في الصغر، وكثير من الناس الذين تعرضوا لصعق كهربائي بسيط في مراحل الطفولة قد تحدث لهم مثل هذه التجارب.

إذاً هي فسيولوجية وفي ذات الوقت هي مكتسبة، أيها الفاضل الكريم: هذا طبعاً ليس مرضا، لكن أتفق معك أنها مزعجة، والذي يظهر لي أن الزملة العصبية لديك في حالة استنفار شديد، أو يمكن أن نسميها بالحساسية العصبية، هذا الأمر كتب عنه كثير باللغة الإنجليزية لكن بكل أسف لم يكتب عنه الأشياء المطلوبة باللغة العربية.

أريدك أن تناقش هذه الفكرة مع نفسك وتحقرها، قل لنفسك: ليس هنالك ما يدعوني أبداً أن أفز بهذه الطريقة إذا مسني أحد، وهذه قناعات فكرية يبنيها الإنسان بالتدريج، وفي ذات الوقت تقوم أنت بتجارب أن تلمس نفسك في مناطق مختلفة من جسدك، وبعد ذلك يمكن أن تطلب من أحد أفراد أسرتك الكريمة بأن يعرضك لهذا اللمس، في مناطق مختلفة أيضاً من الجسد، وبالتدريج، وهذا تمرين يطبق ثلاث إلى أربع مرات في اليوم وهكذا، المقصود هو أن تعرض نفسك لهذا للمس الذي يؤدي إلى هذه الفزة، وقطعاً التعريض يؤدي إلى التعويد والتعويد يؤدي إلى القبول، والقبول يؤدي إلى اختفاء الظاهرة، هذا هو التدرج النفسي السلوكي لمثل هذه الأشياء.

أخي الكريم: التمارين الاسترخائية أيضاً تفيد كثيراً، تمارين التنفس التدرجي مثلاً أن تجلس في مكان هادئ داخل الغرفة أو تنبسط على الفراش وأنت في حالة تأمل طيبة، استمع لشيء من القرآن الكريم بصوت خافت، ثم بعد ذلك أغمض عينيك ليس بشدة، افتح فمك قليلاً، ضع يديك على صدرك ولكن ليس بقوة، بعد ذلك خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، املأ صدرك بالهواء وعملية ملء الصدر الهوائي يجب أن تستغرق على الأقل من 6 إلى 7 ثوان، ثم اقبض الهواء في الصدر لمدة 4 إلى 5 ثوان، ثم أخرج الهواء بقوة وببطء عن طريق الفم، وهذه العملية أيضاً تستغرق 6 إلى 7 ثوان، كرر هذا التمرين عدة مرات متتالية 10 مرات متتالية مثلاً بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وتمارين أخرى هي قبض العضلات وشدها ثم اطلاقها واسترخائها، هذه أيضاً تمارين ممتازة جداً، ويمكن لأحد أن يدربك على تمارين الاسترخاء هذه فهي مفيدة جداً.

بعض الأدوية البسيطة المضادة للقلق تقلل هذه الظواهر كثيراً، هنالك دواء يسمى دوجماتيل واسمه العلمي سلبرايد يمكن أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، قوة الكبسولة 50 مليجراما تناوله لمدة شهر، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا هو الذي أنصحك به، والأمر بسيط جداً، و-إن شاء الله تعالى- إذا طبقت ما ذكرته لك سوف يزول تماماً.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات