الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متردد في الزواج بها بعدما صارحتني بعلاقتها المحرمة!

السؤال

السلام عليكم

تقدمت لخطبة فتاة ملتزمة، وصارحتني أنها خسرت بكارتها في أيام صباها بعلاقة محرمة، وأعلم طبيا أن المرأة لا تفقد بكارتها نهائيا من أول لقاء، لا بد أن يتكرر الأمر، حاولت تجاوز الأمر نظرا لالتزامها، وشفقة مني على تركها، لكن الأمر أصبح يؤلمني كثيرا حين أتذكره، وأصبحت أتخيل حتى كيف حصل ذلك معها، وأخشى ما أخشاه أن لا تستقر حياتي معها وأن أكرهها بسبب ذلك بعد الزواج.

فهل علي تركها نهائيا، وأتركها تواجه مصيرها بنفسها؟ علما أن علاقتنا شبه منتهية الآن، لكن في القلب شوق وشفقة على تركها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل وأخانا الكريم- في موقعك، ونشكر لك التواصل والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونذكّرك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من ستر مسلمًا ستره الله)، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال، وأن يجلب لكم الطمأنينة والاستقرار.

نقدّر صعوبة الوضع معك، ولكنَّا نذكّر بعظم الأجر في حال سترك عليها، ونؤكد أنك صاحب القرار، والعبرة بما هي عليه من التزام وخير.

وأرجو أن تعلم أن هم الشيطان أن يَحْزُن أهل الإيمان، ويُفرحه حصول الطلاق وخراب الدِّيار، وهو الذي يُضخم الأمور، ومنها أن يقول لك (إن البكارة لا تزول من مرة واحدة) وهذا بالطبع غير صحيح.

وإذا كانت الفتاة قد أسرت لك ووضحت لك ما حصل؛ فأول ما نطالبك به هو الستر عليها، والشريعة تدعو إلى أن يستر الإنسان على نفسه وعلى غيره، وهذا الستر مطلوب في كل الأحوال سواء أقررت أن تكمل معها -وهذا ما نميل إليه، بناءً على ما ذكرتَ من التزامها الذي يدلُّ على توبتها- أو لم تكمل معها إن لم يُوفِّق الله بينكما، والذي نحب أن نؤكد عليه هو أهمية السيطرة على نفسك، وتجنب تجديد الأحزان عليها؛ لأن دستور الحياة الزوجية {إمساكٌ بمعروف أو تسريح بإحسان}، وليس أمامك إلَّا أن تكمل معها رغبةً في الستر والأجر، أو توقف العلاقة بالتي هي أحسن، وتحسن الاعتذار لأهلها، وتتجنب إعلان السبب لأي إنسان، ونكرر رغبتنا في خيار الإكمال معها الحياة الزوجية، ونسأل الله أن يكتب لك الأجر والثواب.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات