الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منذ شبابي وأنا أعاني من القلق!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على خدمات هذا الموقع الذي يقدم خدمة عظيمة لقطاع عريض من المرضى، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أبلغ من العمر 64 عاما، أعاني من قلق مزمن منذ شبابي، وأخذت أدوية كثيرة على أيدي غير متخصصين، وفي عمر 38 سنة توجهت إلى طبيب نفسي فوصف لي الأنفرانيل، ولكن ازداد قلقي، ولم أستفد منه، فعدت إليه فوصف لي الموتيفال مع EN، واستمررت على هذا العلاج لشهور، ثم تركت العلاج بناء على تعليماته، فانتكست حالتي، فوصف لي الاستلاسيل قرصا صباحا وقرصا مساء، واستمررت على هذا العلاج لسنوات، وأوصاني بعدم التوقف عنه حتى لا تنتكس حالتي، وارتحت مع هذا العلاج، وتوفي الطبيب ولم أراجع طبيبا غيره، إنما صرت أتناول أدوية بلا وصفة طبيب.

وبعد سنوات راجعت طبيبا، وأخذت أدوية منها الاستلاسيل مع التربتيزول، وبعدها قرص سيتالو 20 صباحا ونصف قرص ليبونكس مساء، واستمررت على العلاج وارتحت معه، علما أني بدون العلاج لا أستطيع النوم إلا نهارا، وأستيقظ على أقل صوت.

أصبت بالتهاب في الأعصاب الطرفية للقدمين نتيجة ضيق في القناة العصبية القطنية والصدرية حال دون المتابعة، حيثُ كنت أشكو من ضعف في الحركة وتنميل في القدمين وشد عضلي وعدم استطاعة الوقوف لأكثر من دقيقة، وحرقة وبرودة في القدمين، وقد أجريت عمليتين لتوسيع القناة العصبية القطنية والصدرية، وبالرغم من مرور سنوات على آخر عملية إلا أنني لم أتحسن، وكتب لي الجراح الذي أجري لي العملية بريجابالين وإيفالكس وسريبروماب وحقن ليفابيون لمدى الحياة.

توجهت إلى طبيب نفسي آخر، فوصف لي توب موود مرتين يوميا مع نايت كالم قرصا مساء، ولكن زاد من توتري وقلل نومي مع وجود كوابيس، فعاوته مرة أخرى، فكتب لي الموتيفال مع الكالميبام، ولكنني لم أواصل معه العلاج خشية إدمان الكالميبام، فأرجو منكم وصف علاج آخر ومدته وطريقة استعماله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رفعت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا على ثقتك في الشبكة الإسلامية وكلماتك الطيبة، وأسأل الله لك العافية والشفاء أخي الكريم.

دائمًا القلق ما بعد سن الخمسين غالبًا يكونُ وراءه اكتئاب نفسي، ليس من الضروري أن يكون هذا الاكتئاب من درجة شديدة، وهنالك اتفاق بين المختصين العالميين أن مضادات الاكتئاب هي الأفضل لعلاج مثل هذه الحالات.

أخي: أنت -الحمد لله تعالى- عرضتَّ نفسك على أطباء كُثر، وتناولت علاجات مختلفة فيها ما أفادك، وفيها ما لم يفدك، وأعتقد أن تجربتك السابقة مهمَّة، فالأدوية التي أفادتك فيما مضى ما دامت هي سليمة أعتقد أن هذا هو المنهج الأفضل اتباعه. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: يمكن أنا أقدّم لك بعض المقترحات، مثلاً:

- عقار ميرتازبين -والذي يُعرف تجاريًا باسم ريمارون- دواء رائع جدًّا خاصّةً لما يمكن أن نسميهم لكبار السن، أو في منتصف العمر. هو دواء سليم، دواء طيب، يُحسِّن النوم، يُحسِّنُ الشهية للطعام، وهو سليم جدًّا بالنسبة للقلب على وجه الخصوص.

- عقار آخر يعرف باسم (ترازيدون) هذا أيضًا معروف، مُحسِّنٌ للمزاج، ومزيل للقلق، ودرجة السلامة فيه عالية جدًّا.

فأنا -يا أخي الكريم- أرى أنك في حاجة لأحد الدواءين، هذا من ناحية العلاج الدوائي. ولا مانع من الاستمرار على عقار (بريجابالين) لكن يجب ألَّا تتعدَّى جرعة مائة وخمسين مليجرامًا يوميًا؛ لأن هذا الدواء أحد إشكالاته أن الإنسان قد يتعود عليه، أو قد يحدث له نوع ممَّا نسميه بالتحمُّل أو الإطاقة، بمعنى أن الجرعة التي يتناولها الإنسان قد تفقد فعاليتها بعد فترة؛ ممَّا يضطر الإنسان ويجعله يرفع جرعة الدواء باستمرار.

أنا لا أدعوك أن تزيد الجرعة، لكن الذي أدعوك إليه هو أن تحرص أن تتناول الجرعة بانتظام وبانضباط وبمتابعة، ويفضّل ألَّا تزيد عن مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم.

المركبات التي تحتوي على فيتامين (ب1، ب6، ب12) أيضًا تفيد في مشاكل التهابات الأعصاب الطرفية، وقطعًا -أخي الكريم- العلاج الطبيعي مهمٌّ جدًّا، فتواصلك مع أحد أخصائي العلاج الطبيعي، ومارس أي رياضة -حتى وإن كانت رياضة بسيطة- أعتقد أنها علاجات مهمّة جدًّا في حالتك.

وكن دائمًا إيجابيًا في تفكرك، وكن متفائلاً، وأكثر من الذكر والدعاء وصلة الرحم؛ هذه كلها -إن شاء الله- دعائم علاجية عظيمة جدًّا بالنسبة لك.

صحتك النومية أيضًا تُحسَّن من خلال تجنب النوم النهاري، ولا تتناول محتويات الكافيين أبدًا في فترة المساء على وجه الخصوص. تواصلك الاجتماعي يفيد كثيرًا، فيه ترويح للنفس -أخي الكريم-، كجلسة مع بعض الأصدقاء، مع أحد الأرحام، القيام بالواجبات الاجتماعية بقدر المستطاع، الالتقاء مع المصلين في المسجد وتجاذب أطراف الحديث معهم والاستماع للكلمة الطيبة من هنا وهناك. هذا كله علاج عظيم جدًّا.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً