الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إمكانية الإدمان نتيجة تناول علاج وساوس النظافة

السؤال

ما معنى أن يقوم الشاب بغسل يديه عدة مرات كلما لمس شيئاً، أو أن يرمي بملابسه الداخلية التي استخدمها لأول مرة ليرتدي جديدة؟ وماذا يعني أن يبدل فراشه بجديد بين فترةٍ وأخرى إلى درجة أنه يفضل النوم على الأرض أحياناً، ويرفض الالتقاء بأفراد أسرته المقربين، كما أنه يقف تحت الدش لفترةٍ لا تقل عن الثلاث ساعات؟!

هل هذه دلائل على إصابته بمرض الوسواس القهري؟ خاصةً وأن هناك سابقة عائلية في محيط عائلته، وهل بالإمكان علاجه لا سيما وأن الحالة بدأت بالظهور منذ سنة تقريباً؟ وهل للعلاج آثار سلبية؛ حيث تدهورت صحة عمه النفسية بعد تلقي العلاج بعد تعرضه لأعراض مشابهة لحالته، فأصبح هذا العم شبه إنسان مدمن على الحبوب والطب النفسي؟

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نعم، هذه نوع من الطقوس الوسواسية المتعلقة بالطهارة، وهي حقيقةً تُعالج سلوكياً ً عن طريق عدم الانصياع لها أو اتباعها، وعلى الشخص أن يحاول إجبار نفسه بأن يُعرض نفسه لمصدر الوسواس، مع الابتعاد عن التجنب، فعلى سبيل المثال بالنسبة لغسل اليدين يمكن للإنسان أن يضع يديه في سلة المهملات (وهذا ليس مستحيلاً) لمدة دقيقتين، ثم بعد ذلك ينتظر لمدة عشر دقائق، ثم يأخذ كوباً من الماء، ويُمنع منعاً باتاً الغسيل من الماسورة، ويغسل بكمية الماء المحدود في الكوب (تكرار مثل هذه التمارين عدة مرات سوف يفيد جداً).

العلاج الدوائي ذو فائدة عظيمة جداً، والدواء المناسب لهذه الحالات هو العقار الذي يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تكون جرعة البداية كبسولة واحدة بعد الأكل في اليوم لمدة شهر، ثم تُرفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم صباح ومساء بعد الأكل، لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى كبسولةٍ واحدة لمدة شهر واحد.

هذا الدواء بفضل الله من الأدوية السليمة جداً والفعالة جداً لعلاج الوساوس والاكتئاب النفسي، وهو غير إدماني، وحتى لا يحمل أي صفات تعودية أو آثار انسحابية، فأرجو تناوله على بركة الله .

أرجو أن لا نقارن هذه الحالة مع حالة العم؛ حيث أن لكل إنسان ظروفه الصحية والنفسية، وغالباً يكون تشخيصه مرضاً آخر.

على الإنسان أن يكون حريصاً جداً وملتزماً بالعلاج؛ حيث أن ذلك من شروط العلاج والتحسن الأساسية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً